Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

وفادة.. حُلْمٌ طال انتظاره

ضمير متكلم

A A
* من مُسلَّمات المجتمعات البشرية استحالة اتفاقهم على أمر أو رأيٍ ما؛ ولكنّ (أهل المدينة المنورة) قد كَسروا هذه القاعدة؛ فالمسلمون في مختلف العصور قَد أجمعـوا على (حبِّهَم)، وهي العقيدة المتوارثة، والتي يؤمن بها اليوم أكثر (مليار وستمائة مليون مسلم حول العالم).

* أما لماذا يحبّ المسلمون (أهل طيبة الطيبة)؟، فلأنهم مَن احتضنوا النبي عليه الصلاة والسلام، ليفتخروا بعد ذلك بأنهم جيرانه؛ ولأنهم يتميزون بتعايشهم مع غيرهم، فهم يرحبون بالمهاجرين والزائرين، ويُملِّكونهم أفئدتهم؛ ويكفي شاهداً على ذلك (المؤاخاة في العهد النبوي)، وهي الأنموذج الأعظم في التَّكافل الاجتماعي كما تؤكّد الحضارات الإنسانية، أيضاً هناك حُسن خلقهم وسماحتهم، ولينهم وعطفهم، وهدؤهم، وحرصهم على خدمة مدينتهم، كذلك هم مهمومون بالعمل والتطوع وبذل ما يستطيعون للوصول لمحطة رضا ورفاهية زُوارهم الكرام.

* ولذا فلا عجب أَنْ تُرفع الأسبوع الماضي رايات الفرح والسرور والتهاني، ويتردد صداها في أنحاء (سيدة المدائن) ابتهاجاً بإعلان تأسيس (جمعية وفادة التطوعية لخدمة زائري المدينة المنورة)؛ التي كانت حلماً طال انتظاره؛ لتكون مظلة تجمع الجهود الكبيرة للتطوع في ميدان العناية بالحجاج والمعتمرين والزائرين، وتقدم لها التخطيط والاستراتيجيات والتمكين والتدريب والاستشارات والأبحاث؛ ومن ثَمّ البرامج والمشاريع والمبادرات النّوعية في مجالها، والتكاملية مع القطاعات ذات العلاقة.

* فالشكر لله تعالى على منِّه وفَضله، ثمّ شكراً لــ(وزارتي تنمية الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والحج والعمرة) على تعاونهما، أمّا الشكر والتقدير والامتنان فكلُّها لــ(لأعضاء الجمعية العمومية التأسيسية الذين ثابروا للوصول لذلك الحلم)، ولــ(مجلس الإدارة الذي يقوده المُحَنّك وعاشِق التحدي والتطوير (ابن المدينة البّارّ الأستاذ المستشار محمد بن مصطفى النعمان)، والذي يعمل جاهداً مع زملائه لتكون (وِفادة) رائدة وفريدة في كلّ تفاصيلها؛ لأنها عالمية الغاية والأهداف؛ فيكفيها شرفاً وفخراً أنها بخدماتها تُمثّل أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخاصة، والمملكة بعامة.

* أخيراً -بعد فضل الله تعالى- كان لدعم ومتابعة (أمير المدينة فيصل بن سلمان) الفضل في إنشاء الجمعية؛ وذلك في إطار سهَرِه على كلّ ما يخدم (عاصمة الإسلام ومَأْرِز الإيمان)، لتكون السّبّاقة دائماً ومحتكرة الأَوَّلِيات في (الأَنْسنة والإنسَانِيّة)؛ فلسموه الكريم الشكر الجزيل دائماً وأبداً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store