Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

محمد التونسي ومحسن محمد.. شهادة في صحفيات جيلي بمصر والسعودية

A A
أعادني التقرير المنشور في «الشرق الأوسط» للزميلة «فتحية الدخاخني» عن التحديات التي تواجهها الصحافيات في غرف الأخبار، الى بدايات مشواري الصحفي الطويل، حيث كان الصحافي المصري الكبير محسن محمد، رئيس تحرير جريدة «الجمهورية» في مصر سابقاً لعصره بالفعل!.

ويقول التقرير أنه رغم «كثافة» مشاركة وتمثيل المرأة في غرف الأخبار، فإن ذلك «لم ينعكس على تمثيلها في المناصب القيادية ومراكز صنع القرار» الذي ظل «محدوداً»، بحسب مراقبين.

كنت أقرأ التقرير، وأنا أتذكر كيف كانت غرفة الأخبار في «الجمهورية» تضج بصحافيات من الوزن الثقيل، سيطرن تماماً على بعض الأقسام، ونافسن زملاءهن في أقسام أخرى، وتقلد بعضهن منصب «رئيس تحرير» في مطبوعات المؤسسة، وبعضهن الآخر منصب «نائب رئيس تحرير». وفي قسم الحوادث على سبيل المثال، وهو أكثر الأقسام حاجة للحركة والمتابعة والدقة «في ذلك الوقت طبعا» كانت تجاورني في قسمي «المحافظات، والشؤون الدينية» كل من الزميلات: فوقية عفارة، وسوسن عبد السلام، ونجوى بسيوني، وفريدة عباس!

فإذا ما انتقلت لبقية الأقسام وجدت القديرة عصمت حامد رئيسة قسم التحقيقات، والرائدة أميمة أبو النصر رئيسة قسم الترجمة، والموسوعة ناهد المنشاوي رئيسة قسم المرأة، والناقدة الفذة خيرية البشلاوي رئيسة قسم الفن، وايفون سعد رئيسة قسم «حديث المدينة».. وحولهن وفي رحابهن تحلق كالفراشات كل من: زينات ابراهيم، وماجدة موريس، وسهام بيومي، وفاطمة يوسف، وسوزان ذكي، وسهير أبو العلا، وفيفي العريان، وسمية عبد الرازق، وسمية أحمد، ونادية السيد، وآمال حسن، وبثينة عبد الحميد، وثناء البطل، وثناء حامد، وايمان السيد، وليلى حسني، وليلى حلمي، ومنى نشأت، ونسرين عزب، وانتصار النمر، وليلى حسني، وليلى حلمي، وأخريات قدمن للجريدة وللصحافة المصرية في ذلك الوقت، العديد من التحقيقات والحوارات والأطروحات التي يمكن تدريسها في كليات الاعلام!

وبلا تعصب وبحياد تام وضمير مستريح أقول، إن كل زميلة من هؤلاء، كانت تفوق في قدراتها وثقافتها ودأبها عشرات الصحفيين، وهو الأمر الذي جعل «الجمهورية» في ذلك الوقت، تتفوق على جميع الصحف، في جميع الأقسام!

والحاصل أنني عندما غادرت مصر للعمل في لندن، لم أفاجأ بأن تكون رئيسة تحرير «سيدتي» الراحلة القديرة فوزية سلامة، تساعدها الزميلة هالة سرحان، فيما تتولى ادارة تحرير مجلة المجلة الزميلتان كريمة زبانة، ونورا فاخوري!

وحين انتقلت من جريدة «المسلمون» في لندن الى جريدة «الاقتصادية» في جدة ثم في الرياض، كان الأستاذ محمد التونسي سباقاً في تطبيق الاعتماد ميدانيا على العنصر النسائي، فضمت أسرة التحرير الزميلات الفضليات، منال الشريف، وسارة العتيبي، ومنى جامع، ونادية شيخ، ويمن لقمان، ونوير الشمري، وتهاني عبد الماجد، وأخريات، ثم كان النبوغ غير المسبوق في الصحافة الميدانية والاستقصائية للزميلة العزيزة ريما الشامخ!.

أعود لتقرير «الشرق الأوسط» الذي استند في جانب كبير منه على الدراسة التي نشرتها «رويترز لدراسة الصحافة» بمناسبة «يوم المرأة العالمي»، والتي أظهرت أن «23 في المائة فقط من القيادات العليا في 200 مؤسسة إعلامية (تقليدية وإلكترونية) شملتها الدراسة في 10 مناطق مختلفة حول العالم كن من النساء، مع أن 40 في المائة من العاملين بهذه المؤسسات من النساء»!

ومع احترامي التام لدراسة «رويترز» أقول إن تجربة محسن محمد في جريدة «الجمهورية» المصرية في الثمانينيات، وتجربة محمد التونسي في جريدة «الاقتصادية» السعودية في التسعينيات تستحقان التنويه، ليس على مستوى الدراسات الإعلامية فقط، وإنما على المستويات الأكاديمية خاصة في هذه الأيام! لقد كان الفارسان العربيان سباقين في مجال تمكين المرأة صحافيا، تمكيناً حقيقياً يتجاوز إطار الشكل والخروج عن النمطية الى إطار الإبداع الحقيقي والعمل الجاد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store