Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الخوف الإيجابي والحذر من السلبي؟!

الخوف الإيجابي والحذر من السلبي؟!

بصراحة.. وأشياء أخرى

A A
في آخر أدواري المسرحية على مسرح التعليم من خلال عرض مسرحي تابع لجمعية الثقافة والفنون بمنطقة الباحة، والذي حَمل عنوان «مرزوق»، وهو بالمناسبة من نوع المُونودراما البطل الواحد، المُعضلة تكمن أن كلَ حِمْل العرض كانَ عليّ، وهي مسؤولية مهمة لذيذة، وإن كانت ثقيلة في عُرْفِ المسرح والمسرحيين!

الحكاية لم تَبْدَأ بعد انتظروا...

حفظُتُ نصَ العرض كاسمي، أسمعُ صوت الجمهور في القاعة من خلف الكواليس، وهذا ما يجعلني كأي مسرحي، فرحًا، خائفًا، مرتبكًا، سعيدًا، متناقضات عجيبة في وقتٍ واحد، من الصعب شرحها إلا مَنْ خاضَ غمار التجربة، تحدّث المُقَدِمُ عن العرض ونطق اسمي ولم يبق إلا أَن أَدْخُل على خشبة المسرح، في هذه اللحظة نسيت كل الحوار تمامًا، لا أتذكر منه جملةً واحدة، والخوف يسري إليّ من مشاشِ رأسي إلى أخمص قدمي، وصادتني حُمّى تهامة «نفّاضة» وحَبّاتُ العَرَقِ تتساقط من جبيني كـ»قَطَر السماء»! ومُخْرِجُ العرض يدفعني بقوّة، مثل طفل يرفض أن يدخل مدرسته لأوّل مرّة، تشجّعتُ، أنا الآن على خشبة المسرح في وضع الشخصيّة، المكان سكون وكأنني في مغارة، حين نطقتُ أوّل جُمَل العرض تذكرتُ كل شيء...

فالخوف نوعان: خوفٌ إيجابي كما حصل معي وخوف سلبي وهذا ناتج من التربية من الأسرة، لا بد أن نعطي أطفالنا حريّة الاختيار، أن يجربوا، أن يسقطوا، ثم ينهضوا، كل ذلك أمام أعيننا، نتركهم يخطؤون حتى يتعلموا من خطئهم، نتحرر من قيود خوفنا تجاههم، نتركهم يلعبون، يملأون البيت ضجيجًا، الخوف كل الخوف أن يبقى أطفالنا منزوين، خائفين، منعزلين عن عالم اللعب والشقاوة فبعض الانعزال مرض، وكثير من الشقاوة صحّة.. وكونوا بألف خير. ‏

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store