Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

حسان عبدالجبار: خير من تختار

A A
الإنسان أي كانت ديانته أو مذهبه أو قبيلته أو عائلته أو انتمائه أو شكله أو لونه أو كان ذكرًا أو أنثى أو صغيرًا أو كبيرًا إنما يتميز «بأخلاقه وتعامله وإنسانيته وأمانة أداء عمله».. والجامعات وأصحاب الشهادات العليا من الندرة أن تجد بين كل مائة واحد من يتمتع بالخصال المذكورة أعلاه (أخلاق، تعامل، إنسانيات، أمانة أداء العمل) ولعل ذلك يعود عندهم بالشعور بالتميز وفوقية الانتماء للشهادة ودعم ثقافة المجتمع لهم وهو أمر لا يسلم منه عدد كبير ممن يعتقدون أنهم متدينون فالدين في نظر هؤلاء شيء والالتزام بالأخلاق والتعامل والإنسانيات وأمانة أداء العمل شيء آخر عندما تحضر الشهادة العليا واللقب العلمي.

تلك مقدمة ضرورية أضعها بين يدي القاريء الكريم وأنا أتحدث عن زميل عزيز وصديق قديم تأسرك سيرته الذاتية في الأخلاق والتعامل والإنسانيات وأمانة أداء العمل مما يجعلك تصنفه أنه «مجموعة إنسان» وهو البروفيسور حسان عبدالجبار أستاذ النساء والولادة ورئيس قسمها السابق في جامعة الملك عبدالعزيز.. وأقول هذا الكلام من واقع المعرفة الشخصية والمشاركة في العمل من خلال المجلس العلمي واللجان العديدة والكثيرة في الجامعة، هذا بالاضافة الى أنه رمز علمي متمكن في تخصصه وينشد دائمًا التطور في تخصصه ويتميز كما يعهده الجميع ببساطته فهو غير معقد أو تسيطر عليه شوفة النفس كما انه قريب من الناس ويترفع عن سفاسف الأمور، وكله ذكر للناس بكل خير ولا يعرف الحديث عن الناس في ظهر الغيب ولا يرغب أبدًا أن يتحدث عن نفسه إنما عطاءاته تتحدث عنه وهذه الصفات تجعله من الندرة التي تبحث عنها في المجتمع والجامعات بشكل خاص، ولعل أهم عاملين يصنعان من الأستاذ الجامعي صفة «مجموعة إنسان» -وذكرتها في لقائي مع أساتذة الجامعة الجدد عند لقائي بهم في مركز تطوير التعليم الجامعي- هما أن يتفرغ لمهمته العلمية والبحثية ويبعد تمامًا عن أجواء الإدارة واللجان في السنوات الأولى من تعيينه حتى يتمكن علميًا وبحثيًا وتزدهر في داخله القيم ولا تتلوث بأجواء المنافسة على الأمور الإدارية واللجان وفِي ذلك تربية لنفسه، أما الصفة الثانية فهي التواضع والإعداد الجيد للمادة التدريسية فان ذلك مما يزهر في حياة الأستاذ الجامعي، والزميل حسان حفظه الله بالاضافة الى تميزه بهذه الصفات قريب من القلوب.

عرفت ذلك عنه عندما زاملني في الاشراف على بعض طالبات الدكتوراة في تخصص الخلايا الجذعية وكنت عندما أسأل من يشاركني في الاشراف أقول حسان عبدالجبار خير من أختار، وتأتي مناسبة هذه المقالة لترجله وتقاعده من الجامعة ولا يعني تقاعده توقف مكنة العمل في الحياة لشهرته في تخصصه خارج الجامعة ولا يزال ينبض بفضل الله عطاءه إلى اليوم راجيًا له دوام الصحة والعافية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store