Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

الحوثيون يرون أن السلام مرهون بحكمهم لليمن!

ماذا ينتظر المندوبان الأممي والأمريكي بعد كل هذه السنوات التي تعاقب خلالها أكثر من (5) مندوبين من الأمم المتحدة في مساعٍ لحل المشكلة ولم يصلوا إلى حل مع هذه المليشيا؟! حيث لم تستجب لكافة التعهدات آخرها اتفاق (استكهولم)، فالحوثيون لا يريدون أن يكونوا جزءًا من دولة، بل يريدون أن يكونوا الدولة.

A A
لا أعتقد بأن المشكلة اليمنية بالغة التعقيد للحد الذي تعجز عنه الأمم المتحدة من وضع حل وإصدار قرار ملزم ينهي الانقلاب، وتقف في وجه الانقلابيين والذين يدعمونهم بالمال والسلاح والعتاد.. حتى ولو بإصدار قرار جديد يوازي القرار 2216 ويكفل عودة الشرعية وطرد الحاكم العسكري الإيراني من صنعاء ومعه فلول المرتزقة الذين تم تجنيدهم لقتال الشرعية.

ما يجري في اليمن لا يحتاج إلى شرح، والقضية واضحة وضوح الشمس، وأن المساعي لن تسفر عن أي شيء جديد، بل ستساهم في إطالة أمد الحرب، كما أنها لا تتم بين دولتين مختلفتين، بل بين حكومة شرعية ومليشيات انقلابية، وأتمنى على مندوب الولايات المتحدة السيد (لندر كنغ) أن يعود للبيان المشترك الذي صدر عن بلاده بمشاركة فرنسا وألمانيا وبريطانيا عام 2018 حول الأسلحة الإيرانية في اليمن بعد عرقلة روسيا مشروع قرار يُحمل طهران مسؤولية وصول أسلحة متطورة إلى حلفائها الحوثيين في اليمن، وتشديد الدول الأربع على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن بتجنب نشوب نزاع أوسع في الشرق الأوسط ليسهل عليه معرفة أسباب رفض الحوثيين لكل مبادرات السلام، وإيقاف الحرب التي تمت خلال السنوات الست الماضية.

كان من حق وزير الإعلام اليمني (الإرياني) وهو يرى هذا التناقض أن يشكك في مصداقية المجتمع الدولي بسبب تصاعد هجمات الجماعة الحوثية المدعومة من إيران وعدم اتخاذ أي مواقف حازمة لردعها، وتقديم الدعم الجاد للحكومة اليمنية في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وتثبيت الأمن والاستقرار في الأراضي اليمنية كافة.

ماذا ينتظر المندوبان الأممي والأمريكي بعد كل هذه السنوات التي تعاقب خلالها أكثر من (5) مندوبين من الأمم المتحدة في مساعٍ لحل المشكلة ولم يصلوا إلى حل مع هذه المليشيا؟! حيث لم تستجب لكافة التعهدات آخرها اتفاق (استكهولم)، فالحوثيون لا يريدون أن يكونوا جزءًا من دولة،

بل يريدون أن يكونوا الدولة، ويسعون إلى اعتراف المجتمع الدولي بسلطتهم الفعلية على شمال اليمن، ويرون وجوب أن يكون حاكم الدولة من الطائفة الشيعية، وأنهم الأحق بالحكم دون البقية، كما أن زعيمهم توعد في خطابه الأخير الذي جاء عقب مبادرة المملكة لوقف اطلاق النار، توعد باستمرار الحرب للسنة السابعة وعدم الرضوخ لضغوط المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي، كما أن التاريخ يسجل لهم سعيهم وراء الإطباق على السلطة في اليمن، حيث دخلوا مع الحكومة اليمنية السابقة في عهد الرئيس على عبدالله صالح ثمانية حروب خاضوا فيها مواجهات مسلحة على مدى سنوات، راح ضحيتها (30) ألفًا من الجيش اليمني، بدأت من عام 2004.

لقد لمس مبعوث الأمم المتحدة السيد (غريفث) طوال فترة مساعيه وتردده بأن الشرعية أبدت تجاوبًا مع مقترحاته، وقدمت الكثير من التنازلات من أجل إحلال السلام المستدام وفقًا للمرجعيات الثلاث وبما يحفظ وحدة وأمن واستقرار اليمن، وتعاطيها بإيجابية مع أي مبادرات وجهود لإحلال السلام ووقف نزيف الدم اليمني، بعكس مليشيا الحوثي التي تقدم العراقيل تلو العراقيل في كافة الاجتماعات التي تمت في كل من سويسرا والكويت والأردن وستوكهولم.. هم في النهاية يريدون أن يحكموا، فما هو القرار الذي ستتبناه الأمم المتحدة والولايات المتحدة باتجاه هذه الرغبة؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store