إلغاء مسمى«خادمة»!

تعاني بعض الأسر في مجتمعنا من ضعف في ثقافة التعامل مع العاملين في المنزل ما يؤدي أحيانا إلى سوء معاملتهم مما قد يفتح الأبواب أمامهم للانتقام من صاحب العمل، بعض الأسر تتعامل مع ذلك العامل بأنه آلة وليس إنسانا لديه أحاسيس ومشاعر وطاقة محددة، وبعضهم فور وصول العاملة إلى المنزل من وطنها يعمد إلى تغيير اسمها الحقيقي والذي سميت به في وطنها من قبل والديها ويطلق عليها اسم آخر بحجة صعوبة نطق اسمها الأصلي وأحياناً لأنه قد ينتمي لديانة أخرى وفي بعض الأحيان لا يقوم بسداد مستحقاتها وغيرها من أنواع سوء التعامل.

مؤخراً منعت وزارة التجارة الإعلان عن أنشطة الاستقدام إذا تضمنت مفردات أو عبارات من شأنها المساس بكرامة العمالة الوافدة والعمالة المنزلية ومن في حكمهم ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر استخدام عبارات «للبيع، للشراء، للتنازل» وتستبدل بعبارة «نقل خدمات» وألا يتضمن الإعلان عبارة «خادم أو خادمة» وتستبدل بعبارة «عامل أو عاملة» مع التشديد في عدم تضمين الإعلان نشرا لصور شخصية أو بطاقة هوية أو إقامة أو أي بيانات شخصية أخرى للعمالة الوافدة والعمالة المنزلية ومن في حكمهم.

قبل 13 عاما أرسل معالي وزير العمل الأسبق الدكتور غازي القصيبي (رحمه الله) رسالة إلى أحد رؤساء التحرير أبدى فيها رفضه للدونية التي ينظر بها بعض أفراد المجتمع إلى العاملين في المنازل وإطلاق مسمى (خدم) عليهم باعتبارهم لهم مكانتهم الاجتماعية في بلادهم كآباء وأمهات، مشيراً إلى أن كلمة (خادمة) اتخذت أبعادا ودلالات تشير إلى شيء من الدونية

ومذكراً بأن من نسميها «خادمة» هي في منزلها الأصلي أم وزوجة وربة منزل وربة أسرة وستعود لممارسة دورها بمجرد عودتها إلى وطنها الأصلي. هؤلاء العاملون في منازلنا أمانة في أعناقنا وضيوف لدينا فعلينا أن نكرمهم ونحسن ضيافتهم فلولا الحاجة لما سافروا من أوطانهم وتركوا أولادهم ليعملوا لدينا ويكسبوا أجرهم للصرف على ذويهم.