Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

سواليف انتحارية عن سوق الأسهم

A A
حسب صحيفة «العربية نت»: انتحر رجل صيني يبلغ من العمر 34 سنة بإلقاء نفسه في فُرْن لصهر المعادن يخصّ مصنعا الفولاذ الذي عَمِلَ فيه، بعد أن خسر في سوق الأسهم مبلغا كبيراً من المال كان قد استدانه من بعض الأشخاص!.

يا ستّار استر، ويا لطيف الطف، إنّها واقعة حقيقية، وهي بالمناسبة ليست الواقعة الوحيدة عن انتحار ضحايا سوق الأسهم حول العالم، وقد قرأتُ كثيراً في السابق عن مثلها في أمريكا وأوروبّا وآسيا، أمّا واقعة المُتداول الصيني فهي أفظع، وأعتقد أنّه كانت لديه رسالة يريد أن يوصلها للعالم هي أنّ سوق الأسهم قد تكون ناراً للمتداول تُشبه نار الفُرن التي ألقى نفسه فيها، وأنّ على المُتداول أن يكون حذِراً ومُلِمّاً بخفايا السوق ودهاليزها المعقّدة!.

أنا أعرف مواطنين سعوديين قد أصابتهم أزمات نفسية مثل القلق والتوتّر وأمراض جسدية مثل السكّر والضغط بسبب الخسائر التي لحقت بهم في سوق الأسهم، وبعضهم خرج من السوق رغم خسائره الكبيرة، وأقسم ألّا يعود حتّى يدخل الجملُ في سَمِّ الخِياط، وطبعاً لن يدخل الجمل في السَمّ، ولن يتّسع السَمُّ أصلاً للجمل إلى يوم القيامة!.

والمشكلة الذهنية التي تُصيب كلّ متداول عادي، وليس طبعاً كلّ هامور أسهم متمرّس في السوق ومُجِيد للعبة الأرباح المعقّدة، هي دخوله للسوق بشعور الصيّاد الذي يذهب إلى البرّية ليصطاد الغزال، فإن لم يصيده في جولة فسيصيده في الجولة الأخرى دون أيّ ضرر يلحقه، مع كثيرٍ من المتعة والترفيه والتسلية، وهذا شعور حسن وهو من باب التفاؤل الذي يقود للنجاح، لكنّه لا يعرف أنّه إن لم يصد في سوق الأسهم فسوف يُصاد حتماً، وليس هناك مناطق رمادية في السوق المعروفة بأنّها عالية المخاطر استثمارياً، بل فيها مناطق بيضاء وسوداء فقط، وعلى الصيّاد.. عفواً أقصد المُتداول أنّ يعرف هذه الحقيقة الساطعة مثل سطوع الشمس قبل أن يقرّر خوض المغامرة في سوق الأسهم!.

أخيراً، أتمنّى للجميع الربح في سوق الأسهم، لكنّ الواقع للأسف هو.. غير!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store