Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

الكاتب بين التكريم والنسيان!

A A
• سألني محدثي بعد أن فرغت أنا وهو من حضور احتفال دُعينا إليه، تضمَّن تكريماً لأحد مسؤولي القطاعات الخاصة استقال من منصبه لظروفه الخاصة.

• والكل شاهدَ خلال تلك الاحتفالية الهدايا التقديرية والعينية والثناء على ما قدم وأنجز خلال فترة عمله، من منشأته ومنسوبيها ومحبيه ومقدري جهوده وحسن تعامله أثناء عمله.

• وقد نشطت هذه الظاهرة في العديد من المؤسسات العامة والخاصة فيما سبق إلاّ أنها تضاءلت في الآونة الأخيرة عن ذي قبل.

• سألني محدثي: بعد مغادرتنا هذه الاحتفالية المميزة (شكلاً.. ومضموناً): هل سبق أن عومل أحد الكتاب المشاهير، عند توقفه عن الكتابة بنفس المعاملة التي عومل بها هذا المسؤول؟، قلت: لا أذكر أن احتفالاً قد أقيم لكاتب بعينه، توقف عن الكتابة لأي سبب من الأسباب وقوبل خلاله بما يستحق من تكريم يليق بمكانته وإنجازاته في مجال تخصصه.

والتكريم الذي يحظى به الكاتب -عادة- يتم عن طريق إحدى المناسبات العامة، ويكرّم خلالها بدرع لا تزيد قيمته عن بضعة دريهمات ثم يخلد بعدها إلى حياة النسيان، وكأنه لم يكن ذلك الذي وصف بالشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين.

• أنا لا أقلل من قيمة تكريم أي مواطن في القطاعين العام أو الخاص قدم خلال مسيرة حياته العملية أعمالاً وإنجازات يستحق من خلالها الاحتفاء والتكريم ولكنني أتمنى أن يحظى الكاتب وهو صاحب رسالة سامية لا تقل أهمية ووطنية عن غيرها من المهن بتكريم يليق به لقاء ما قدم وأنجز لأمته ووطنه ورموزه من جهود إذا ذُكرت شُكرت.

• أتمنى أن تقام احتفالية خاصة لكل من أدركته حرفة الكتابة والأدب وما في حكمها، إذا توقف عن الكتابة يمنح خلالها التكريم السخي الذي يليق به خلال المسيرة التي أمضاها في خدمة أمته ووطنه وقيادته، واتسمت بالريادة والمثالية والموالاة في مجال تخصصه، فمهنة الكاتب في نظري لا تقل عن غيرها من المهن الهامة الأخرى، إن لم تفقها (رسالة.. ووطنية).

• وتحقيق هذا المطلب بحاجة لدراسة جادة من وزارة الثقافة التي باتت المرجعية المعنية بالأدب والأدباء والكتاب والثقافة ومن في حكمهم.

وكلنا ثقة في تقديرها وتفهمها لما أشرنا إليه، ولعلنا نرى قريباً تحقيقه، وإن غداً لناظره قريب.

وبالله التوفيق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store