Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

أكشاك زمزم..!!

A A
المغادرُ لمكّة المكرّمة باتّجاه الطائف شرقاً أو جدّة غرباً، يرى مواطنين سعوديين من كبار السنّ وصغارهم، من الطبقة الفقيرة، أو ممّن لم يحظوا بنصيبٍ وافرٍ من التعليم، أو ربّما قبعوا تحت غيمة البطالة القاتمة السواد، وهم يقفون تباعاً وراء بعض بمحاذاة الطريق، ولا تفصل بينهم سوى عشرات الأمتار، بجوار سيّاراتهم البيك آب، ويرصُّون عبوّات مياه زمزم البلاستيكية على سطْحات سيّاراتهم المكشوفة، أو على تراب الرصيف، عارضين العبوّات للبيع، ويبدو أنّ هذه هي وظيفتهم الوحيدة آناء الليل وأطراف النهار!.

وأنا في الحقيقة أتعاطف معهم لنواحٍ إنسانية بحْتة، ومن باب واجب المشاركة الوجدانية مع المواطنين المحتاجين، والسعي لتحسين أحوالهم المهنية والمادية، فلو كانت وظيفتهم ممنوعة نظاماً فأقترح السماح بها، لم لا؟، وترسيمها بشكل دائم، مع تنظيمها لتكون مناسِبة حضارياً، وتعكس وجهاً مُشرِقاً وجميلاً لمخارج مكّة المكرّمة التي تقع عليها عيون كلّ المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها بدلاً من العشوائية المهنية التي ترفل فيها الآن!.

وليت أمانة مكّة المكرّمة في ظلّ أمينها النزيه المخلص، المهندس محمّد القويحص، تُنشئ أكشاكاً لائقة لهؤلاء المواطنين، مجّانياً أو بسعر إيجار رمزي للغاية، لبيع العبوّات مثلما هناك أكشاك تجارية لائقة لبيع الشاى والقهوة والحلويات بجوار محطّات البنزين عند المخارج، ومياه زمزم أوْلى من أيّ بضاعة أخرى بمثل هذا التنظيم، فضلاً عن كوْن الأكشاك تحفظ العبوّات البلاستيكية من الشمس، إذا ما وُضِعَت داخلها، وهذا ضروري جداً لغرض سلامة مياه زمزم من تحلّل البلاستيك الخطير صحياً، ويمكن تقديم المياه باردة إذا ما زُوّدت الأكشاك بثلّاجات، ويمكن توسيع نشاط هذه المهنة بإضافة بيع التمور التي هي توأم مياه زمزم، هي زاد المسافر الجائع، ومياه زمزم سقاؤه المنعش، الطعام الطعم والشفاء من الداء والسقم، وبذلك نكون قد حسّنا أحوال هؤلاء المواطنين الذين تحدّثْتُ لأحدهم، وهو مُسِنٌّ طاعنٌ في السِنّ، وقد شكا لي ضيق الحال ومحدودية الدخل، وأنّ هذه التجارة هي مصدر رزقه الوحيد ورزق عياله، ويا أمان يا أمان!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store