Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

منظمة دولية: الحوثي يستخدم التعليم لنشر الثقافة الإيرانية المتطرفة

منظمة دولية: الحوثي يستخدم التعليم لنشر الثقافة الإيرانية المتطرفة

A A
كشفت دراسة حديثة نشرتها منظمة "إمباكت اس.إي" الدولية المتخصصة في مراقبة المناهج التعليمية والكتب المدرسية في جميع أنحاء العالم ورصد قيم السلام والتسامح في العمليات التعليمية، أن الحوثيين جعلوا من نظام التعليم في مناطق سيطرتهم باليمن المعادل "الناعم" للحرب الميدانية التي يخوضونها، وحولوه إلى وسيلة لنشر القيم والثقافة والأفكار السياسية الإيرانية التي يتبنونها.

وتصف الدراسة التي حملت عنوان "مراجعة المواد التعليمية للحوثيين في اليمن" ما يتم تدريسه للطلاب تحت إشراف جماعة الحوثي بأنّه الأكثر إثارة للقلق بين المناهج والمحتويات التي قامت "إمباكت أس.إي" بمراجعتها، حيث تضم مزيجا من الكراهية وتمجيد العنف كحل وحيد لحل النزاعات عبر تلقين الأطفال وجوب التضحية بحياتهم، في تعارض تامّ مع معايير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" القائمة على نشر التسامح والسلام.

ولا يحيل رصد العملية التعليمية للحوثيين فقط على مستوى التشدد في فكر الجماعة وأيديولوجيتها، لكنه يلقي الضوء على طريقة إيران وتكتيكاتها المتبّعة في التغلغل داخل مجتمعات بعض بلدان المنطقة، عن طريق وكلائها الذين تناط بهم أدوار أخرى مكملة لدورهم في تأمين السيطرة الميدانية بقوّة السلاح.

وترى الدراسة أن التعليم، أصبح أداة فعالة ونقطة محورية في مد النفوذ الإيراني واستدامته بتوفير بنى فكرية وروافد اجتماعية له، وهو ما جعل للإيرانيين حضوراً بارزاً في التعليم بمناطق سيطرة الحوثيين في اليمن بكل مستوياته.

ولتكوين الكوادر اللاّزمة لتأمين عملية تعليمية هناك وفق المواصفات الإيرانية، تستقبل إيران كلّ سنة المئات من الطلاب اليمنيين للدراسة في مؤسسات معينة تختص بالتدريس الديني والأيديولوجي.

مناهج ملغومة

تشير الدراسة أنه لا يرتبط استغلال العملية التعليمية فقط بأهداف إيران ونشر أيديولوجيتها وخدمة مشاريعها في المنطقة، ولكنّ الحوثيين أنفسهم يجدون مصلحة في ذلك، حيث يدركون استحالة مواصلة فرض سيطرة دائمة بالحديد والنار على الجزء الكبير الذي يحتلونه من اليمن، ولذلك يعملون على غزو عقول الناشئة بهدف تخريج جيل جديد مؤمن بأفكارهم السطحية التي لا تشكّل في حقيقة الأمر منظومة فكرية متماسكة تستطيع أن تكون أرضية لتجربة سياسية صالحة لحكم البلدان وإدارة شؤونها ومقدّراتها المادية والبشرية.

ويلاحظ متابعون للشأن اليمني أن الحوثيين يزدادون صرامة في فرض تعاليمهم على المجتمع بالتوازي مع تمكّنهم من فرض سلطتهم السياسية وقبضتهم الأمنية على المناطق التي يحتلّونها. وبحسب سكان في صنعاء، فإنهم يلاحظون في أعقاب أي انتصارات عسكرية تحققها جماعة الحوثيين تشدّدا اجتماعيا أكبر وشراسة في فرض رؤاهم السياسية والدينية بالقوّة على الأهالي.

وتشتكي نقابة المعلمين اليمنيين من أن الإيرانيين أصبحوا يشاركون بشكل مباشر في صياغة المناهج التي يعتمدها الحوثيون في مناطق سيطرتهم.

وتنتج عن ذلك برامج ومواد تعليمية ملغمّة بالدعوة إلى العنف وكراهية الآخر، تحضر فيها إيران باستمرار كمتصدّية لـ"مؤامرات" الغرب وحلفائه، كما تحضر فيها الميليشيات التابعة لها في المنطقة كقوى للخير في مواجهة الشرّ المطلق، يتعيّن على الطلاب والتلاميذ المتلقين مساندتها والتعاطف معها بل اتخاذها قدوة وتقليدها في ما تخوضه من حروب "مقدّسة".

ومن خلال حضور صور ورسوم الأطفال في الكتب الدراسية والنشريات التعليمية المكمّلة في مواقف تأييد للمحور الإيراني وإدانة لأعدائه باستخدام ألفاظ ومصطلحات باتت لصيقة بالثورة الإيرانية من قبيل الاستكبار العالمي والشيطان الأعظم، كما تظهر بوضوح فكرة استخدام التعليم في خلق هوية طائفية عابرة لحدود الدول ومرتبطة بإيران.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store