Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

هل يقبل البنك الدولي أن يمول حرب النيل؟!

إضاءة

A A
ثمة شيء غامض في مسألة التمسك الأثيوبي بملء خزان سد النهضة ورفض الوساطات الأوربية والأمريكية تحديداً، والتمسك بأفريقية المسألة!. والحق أنني تمنيتها ترضى، ليس لنزاهة وساطة من هذا النوع، وإنما لكشف المستور عن التمويل.. تمويل البنك الدولي!.

كنا أطفالاً عندما خرجنا نهتف للوطن الذي رفض البنك الدولي تمويله كي يبني السد العالي، ومن ثم خرجنا بعد البناء نهتف ونردد مع عبد الحليم حافظ الممثل الفني الخاص للرئيس جمال عبد الناصر: قلنا هنبني وأدي احنا بنينا السد العالي..يا استعمار بنيناه بأيدينا السد العالى.. من أموالنا بإيد عمالنا، هى الكلمة وآدى احنا بانينا!

والحق أن اثيوبيا هذه الأيام لا تعاني من أي استعمار، ومن ثم لم تبنِ سدها من أموالها "بايد عمالها"، وإنما من أموال البنك الدولي وبيد شركة ايطالية شهيرة، "وهذا ليس عيباً" وإنما لمجرد التوضيح!

ويستتبع هذا السؤال الخاص بمسارعة البنك الدولي في تمويل سد النهضة والذي يدور حوله الجدل قبل وبعد البناء، منذراً بحرب مياه، سؤال آخر عن موقف حلفاء مصر الكبار في أوربا!، فإن قلنا أن البنك الدولي هو أمريكا، فماذا عن حقيقة الموقف الأمريكي؟!.

لقد كان من الطبيعي بل من المناسب جداً أن توافق أديس أبابا على الوساطات الأوربية والأمريكية التي اقترحتها كل من مصر والسودان، باعتبار أن هؤلاء الأوربيين والأمريكان هم أصحاب البنك الدولي بالدرجة الأولى والثانية، فما السر في الرفض؟ هل هو عدم الإحراج مثلاً؟! أم أن هناك شيئاً غامضاً وغير مكتوب! وهل يرتبط ذلك بكلام يدور حول اعتبار أزمة سد النهضة إحدى الثمار المُرة لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية؟!

وطالما دخلنا في هذا الكلام الكبير والخطير، وحتى أغلق من جهتي هذا الملف، حتى لا يغرقني أحد في مستنقع التنظير والتلاوم، أقول: ما سر هذه الأعصاب الأمريكية والأوروبية الهادئة، ونحن نسمع بين الحين والآخر ما يشي بحرب مياه؟!، وفي أي اتجاه تقف هذه الدول ذات المصالح المشتركة والمشتبكة مع كل من مصر وأثيوبيا بالدرجة الأولى ثم السودان في الدرجة الثانية باعتبار ما جرى وما كان؟!

وبمعنى أكثر وضوحاً وهدوءاً، هل هناك رغبة أمريكية في التدخل لإنهاء الأزمة؟! وهل لدى الاتحاد الاوروبي نية صادقة في التدخل أم أنهما يقولان بالمفهوم الشعبي المصري والسوداني أيضا "بركة يا جامع"؟.

فإن قلنا إن المصالح الاوربية في أفريقيا تحول دون التدخل لاقناع أثيوبيا بالتفاهم قبل الملء، فماذا عن الحليف الأمريكي الأكبر لمصر، وتابعه إسرائيل؟ أم أن الأخير بالفعل هو الذي يقف وراء السد؟!

أقول وكنت شاهداً على ما رأيت، أنني كتبت عام 1990 عن ظهور خبراء إسرائيليين في أثيوبيا لبحث إقامة سدود على النيل، وأقول والله على ما أقول شهيد، أن السيد سمير رجب رئيس تحرير جريدة "الجمهورية" المصرية، وهو حي يرزق، نقل ما كتبته في عموده اليومي الذي كان يتهافت على قراءته جميع المسؤولين، فلما قرأه المسؤولون المعنيون أرسلوا له لاستدعائي للقاهرة لأمر هام! فلما وصلت مصر كان العرض هو تعييني دبلوماسياً بدرجة سكرتير أول أو ثانٍ في السفارة المصرية بأديس أبابا!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store