Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

كااااااان.. في نادي اسمه الأهلي!!

A A
كلّما تعاقبت الهزائم على نادي الأهلي لكرة القدم، هذا النادي الجِدَّاوي العريق، كما تعاقب الليل على النهار، وآخرها هزيمته من نادي الرائد يوم الخميس الماضي، أدعو الله بالرحمة لرجالات النادي السابقين، مثل الأمير عبدالله الفيصل والأمير محمد العبدالله الفيصل يرحمها الله، والأمير خالد بن عبدالله حفظه الله، وكلّ من تسنّم دفّة النادي ورفع من شأنه، وكان في عمله خليط من الحزم والعطاء، فتفوّق النادي في عهدهم على نفسه أولاً، وتسيّد الساحة الكروية السعودية لسنوات كثيرة.

ومن فرْط تميّز النادي -زمان طبعاً- أذكر في بداية ثمانينيات القرن الماضي أنّ كاتباً رياضياً كويتياً اقترح بعد هزيمة منتخبنا من المنتخب الكويتي، وكان هذا الأخير عقدة نفسية وعضوية حادّة ومزمنة لمنتخبنا، أن يُمثّل المملكة نادي الأهلي لأنّ مستواه آنذاك كان يفوق مستوى منتخبنا، هكذا كان الأهلي!.

والآن يقف نادي الأهلي في طليعة الأندية العربية من ناحية الصرف المالي على عقود لاعبيه المحترفين ومدرّبيه، حتّى صاروا جميعاً بفضله تُجّاراً ورجال أعمال، وأعضاء في نادي المليونيرات، ومع ذلك يفشل محلياً وقارياً، وقد كان قلعة الكؤوس فخرّت جُدران القلعة وبروجها وتبخّرت ذكريات الكؤوس كما يتبخّر الماء في رابعة نهار الصيف، وكان يُسمّى أيضاً فرقة الرُعْب فانقلب الرُعْب عليه وعلى جماهيره حتّى صاروا يدعون الله بأن يؤمِّن روعاتهم عند مباريات ناديهم، وكان يُسمّى الفريق الراقي فسُحِب الرُقيّ من تحت قدميه كما يُسحب البساط القديم بقُوّة فيسقط من يقف عليه، وهذا هو ديدن النادي الأخضر للأسف الشديد بلا أدنى مبالغة.

وما يحصل في الأهلي ليس التذبذب الذي يصيب دورات حياة الأندية الكروية فنجدها تتأرجح، بل هو خلل كبير قد تخفى أسبابه لكن تظهر آثاره جليّاً وتثبت أنّه يحتاج لصعقة كهربائية مثل التي تُسلّط على المريض الذي يتوقْف قلبه ليفوق من غيبوبته، ويحتاج لغربلة إدارية وفنية وعناصرية ليستيقظ من سُباته قبل أن يدوم السُبات ويصير كالممات، والعلّة تكمن في داخله ولا تزول العلّة إلّا بإصلاح داخله، أو قولوا لشارع التحلية حيث مقرّ النادي أنْ يبكي قهراً وحزناً عليه!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store