Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«هلال رمضان».. جدلية كل عام بين الرؤية البصرية والمرصدية

«هلال رمضان».. جدلية كل عام بين الرؤية البصرية والمرصدية

A A
لهلال شهر رمضان قصة تتكرر كل عام، ويتكرر الجدل حول الرؤية هل وفق العين المجردة أم عبر المراصد الفلكية واستخدام أحدث التقنيات في تتبع الهلال، وبالأمس أعلنت المحكمة العليا أنه لم يرد إليها ما يثبت رؤية هلال رمضان المبارك لهذا العام 1442هـ؛ حيث عقدت جلسة مساء أمس، ولم يرد إليها ما يثبت رؤية الهلال هذه الليلة، وللأسباب التي أشارت إليها المحكمة في إعلانها؛ ستعقد -إن شاء الله تعالى- جلسة مساء اليوم الاثنين، وتصدر قراراً بهذا الشأن، وسيتم إعلانه حسب المتبع.

«المدينة» ناقشت القضية مع عدد من المهتمين والمختصين حول رؤية الهلال بالعين المجردة أو بالحسابات الفلكية، وهو ما يساعد على توحيد صيام المسلمين في المناطق المتجاورة من العالم.

الرؤية ..من العين إلى المراصد الفلكية

١ الرؤية قديما كانت تعتمد على العين المجردة لعدم وجود وسائل اخرى.

٢ ثم ظهر المنظار ( الدربيل ) وقد اجازه بن باز لأنه يساعد العين على الرؤية.

٣ رفض المفتي عبدالعزيز آل الشيخ الحسابات الفلكية واقر الاستعانة بالمراصد الفلكية.

٤ حددت هيئة كبار العلماء العلاقة في اثبات الرؤية مابين العين والمرصد.

واوصت بالتوسع في المراصد الفلكية.

«كبار العلماء» توافق على المراصد وترفض الحساب الفلكي

هيئة كبار العلماء حسمت الجدل حين أصدرت في 16/‏‏‏5/‏‏‏1403هـ بيانا من 6 نقاط وقررت الهيئة بالإجماع الموافقة عليها بشرط أن تكون الرؤية بالمرصد أو غيره ممن تثبت عدالته شرعا لدى القضاء كالمتبع وألا يعتمد على الحساب في إثبات دخول الشهر أو خروجه..

والنقاط الست هي:

1 - إنشاء المراصد كعامل مساعد على تحري رؤية الهلال لا مانع منه شرعا

2 - إذا رؤي الهلال بالعين المجردة فالعمل بهذه الرؤية وإن لم ير بالمرصد

3 - إذا رؤي الهلال بالمرصد رؤية حقيقية بواسطة المنظار تعين العمل بهذه الرؤية ولو لم ير بالعين المجردة؛ وذلك لقول الله تعالى «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ»، ولعموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما، حيث يصدق أنه رئي الهلال سواء كانت الرؤية بالعين المجردة أم بها عن طريق المنظار ولأن المثبت مقدم على النافي.

4 - يطلب من المراصد من قبل الجهة المختصة عن إثبات الهلال لتحري رؤية الهلال في ليلة مظنته بغض النظر عن احتمال وجود الهلال بالحساب من عدمه.

5 - يحسن إنشاء مراصد متكاملة الأجهزة للاستفادة منها في جهات المملكة الأربع

6 - تعميم مراصد متنقلة لتحري رؤية الهلال في الأماكن التي تكون مظنة رؤية الهلال مع الاستعانة بالأشخاص المشهورين بحدة البصر

الرؤية في القرى قديما

في بعض القرى السعودية قديما قد لاتواجههم مشكلة رؤية الهلال سواء كان رمضان أو شوال وذلك لسببين:

- وجود الجبال العالية التي تمكن الرائين من متابعة مشهد الغروب بوضوح

- ما يتمتع به أبناء البادية والقرى من قدرات بصرية بحكم البيئة والظروف الجغرافية

وبحسب عدد من الرائين القرويين القدامى فإنهم كانوا يتبعون خطوات الترآي التالية:

- معرفة حساب منازل القمر ورصد الرؤية بليلة أو ليلتين سابقتين لتمام الشهر

- صعود عدد من الرائين المعروفين قمة أعلى جبل قبل ساعة من الغروب

- متابعة الرؤية بالعين المجردة

- عند ثبوت الرؤية والتحقق منها يتم إبلاغ أمام الجامع وشيخ القرية

- يتم إشهار الرؤية بإشعال المشاعيل في رؤوس الجبال أو بإطلاق البنادق

(وذلك لعدم وجود وسيلة اعلام شاملة في ذلك الوقت القديم).

خطوات إثبات الرؤية حاليا

قبل غروب ليلة الثلاثين يخرج إلى المكان المكشوف للرؤية بوضوح

لجنة تتكون من قاضٍ أو مندوب من المحكمة والإمارة وعدد من الرائين

عند رؤية الهلال والتحقق منه يتم التقدم للمحكمة الشرعيةلتسجيل إثبات الرؤية وشهادة الشهود

تقوم المحكمة الشرعية برفع إثبات الهلال إلى المحكمة العليا بعد التحقق

ترفع المحكمة العليا إثبات الرؤية إلى الديوان الملكي

إعلان ثبوت رؤية الهلال

حالات ولادة الهلال وتعذر الرؤية

1 اقتران القمر بالشمس ليلة التحري... «لا تحدث الولادة وتتعذر الرؤية.. إتمام الشهر»

2 الاقتران المتوازي... «تتعذر الرؤية.. إتمام الشهر»

3 الاقتران الأعلى... «ولادة الهلال وتعذر الرؤية.. إتمام الشهر»

4 الرؤية الفعلية.... «ولادة الهلال وحدوث الرؤية»

أكاديمي: الحسابات الفلكية دقيقة.. و3 عوامل وراء الخلاف

الأستاذ المشارك بقسم العلوم الفلكية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عبدالرحمن علي ملاوي، أكد أن الحسابات الفلكية الخاصة بتقدير ولادة الهلال وبالتالي تحديد دخول الشهر دقيقة جداً وصحيحة، مشيرا إلى أن السبب في الخلاف السنوي حول رؤية الهلال يعود إلى أن رؤية الهلال في أول الشهر العربي تتأثر بـ(3) عوامل أهمها ظروف الرؤية، وزمن ولادة الهلال، إضافة إلى ظروف الراصد وحدة بصره، ومعرفته بمكان توقع رؤية الهلال.

وأشار ملاوي – والذي كان يرأس قسم العلوم الفلكية بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا – إلى أنه يمكن الجمع بين الرصد الفلكي والرؤية بالعين المجردة، شريطة تبني ما أجمعت عليه المجامع الفقهية بثلاثة شروط وهي: جواز الاستعانة بالمراصد الفلكية في ترائي الهلال الجديد، وإذا لم تثبت ولادة الهلال فلكياً، فلا تُقبل شهادة الرائي، إضافة إلى أنه إذا ثبتت ولادة الهلال فلكياً، فشهادة الرائي مقبولة، بعض النظر عن ظروف الرؤية الأخرى.

فلكي: رؤية العين أو المناظير تخضع لحسابات خاصة

وعن دور المراصد الفلكية القديمة قال الفلكي محمد رده الثقفي: لدينا أقدم مرصد فلكي في الحجاز وهو يتابع حركة الشمس في دورة سنوية كاملة ويطلق عليه المرصد الشمسي الذي من خلاله يتم معرفة دخول الفصول الأربعة، والأبراج الزراعية، وهو ليس مرصدا لرؤية الأهلة كون الجهة الغربية منه تحجبها الجبال، لكن لدينا طرق علمية وحسابية نطبقها من خلال المرصد وهي متابعة منازل القمر فجر كل يوم قبل شروق الشمس يبدأ من فجر يوم 24 حتى فجر يوم 28 من كل شهر قمري، وهناك قاعدة حسابية إذا رأينا هلالا آخر الشهر قبل شروق الشمس بدقائق يوم 28 وهي المنزلة الأخيرة من منازل القمر فهذا يوضح أن الشهر عدته ثلاثون يوما ولا يمكن ليلة التحري مساء 29 رؤيتة بالعين المجردة أو المناظير، وكذلك إذا لم نره قبل شروق شمس فجر 28 أيضا فيتضح أن الشهر عدته 29 يوما وأن رؤية الهلال ممكنة ليلة التحرى أي مساء يوم 29 من الشهر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store