Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

الآباء وهم (الأبناء)..!

صدى الميدان

A A
* يحمل الآباء هَم أبنائهم مدى الحياة، حقيقة يجهلها الأبناء، ولن يدركوها تمام الإدراك إلا عندما يصبحوا آباء، عندها سيجد كل منهم، أن ذلك الهم الذي يولد بميلاد كل منهم، يكبر.. ويكبر.. ويكبر، كما هو شأن أعمارهم، وعليه فإن كل أب عندما يُقدم لأبنائه ما خرج به من دروس الحياة، فإنه بكل تأكيد ينطلق من منطلق حرصه على أن يجنبهم ما يكدر صفو حياتهم، وما يدفع بهم نحو صورة الكمال، التي ينشدها كل أب في أبنائه.

* فالأبناء عندما لا يواجهون الحياة، فإنهم بذلك يمهدون لأن تواجههم الحياة، عندها لا مجال أمامهم ألا أن ينتظروا إلى أي محطة سترسو بهم أمواجها المتلاطمة، فكان لزاماً أن يتزود كل منهم بما يجود به أبوه من دروس الحياة، يقدمها لهم في (وصفات)، الأخذ بها لاشك في أنه يضيف لهم، وتجاهلها سيفضي إلى حيث ندامة: سبق أن قالها أبوي! إلا أنها ندامة في الوقت الضائع، حيث لا بكى ينفع، ولا شكوى تفيد.

* وإنني أجد في: يا بني مهما كانت مشاغلك لا تترك الصلاة، ولا تهجر القرآن، وصفة حياة، عظيمة الجدوى، بالغة الأثر، قوية التأثير فيما يُرجى من بناء في شخصية الأبناء، فالابن عندما يوثق صلته بخالقة، ويكون دائم الارتباط بقرآنه، فلا خوف عليه أبداً، ففي الصلاة، والقرآن ما يغنيه، وينفعه، وينفع به، ويحميه.

* ثم في: ارفع سقف طموحك، واجعل من الناجحين معالم في طريق عبورك إلى حيث تريد، ما يوقد العزيمة، ويدفع بالأبناء إلى ساحة المنافسة الشريفة، فلا يتوقع أبداً نجاح بدون جهد، ولا ثمرة تسقط هكذا في الفم، فكل الناجحين الذين أصبحوا كذلك يتقاطعون في بداية من الصفر ودونه، وعين على الطريق، وأخرى على القمة.

* لا تُعر عقلك، فما وهبك الله به من استقلالية (الرشد) تدفع إلى حيث أن تُبقى ملكة (التمييز) حاضرة في كل تفاصيل حياتك، تعرف الصح وتلتزم به، وتعرف الخطأ وتتجنبه، تستحضر دوماً أن القدم (العمياء) تتعثر، وإن سقطت لا تقوم، وإن قامت عرجت، وأن ذلك الحكيم الذي ودع ابنه ولم يزد عن: (يا بني انتبه لموطىء قدمك) كان قد خبر الحياة جيداً، وأن ثبات القدم نتاج لثبات العقل.

* عش بتفاؤل، وحسن ظن بالله، واحتسب كل ما يحدث لك من ارهاصات الحياة، فمن أهم ما يعينك على تجاوز كبوة الأمس، وضيق اليوم، وهم الغد، أن تعيش بأمل (أن القادم أجمل) اجعل ذلك عنوان حياتك، وتذكر جيداً أنك تمضي في ركب الناس، ولن تكون أبداً الاستثناء في أحوالهم، إلا بقدر ما تنعم به من إيمان، وقناعة، تدفع بك إلى حيث أن تسبق بالحمد له سبحانه، قبل سؤاله.. أصلح الله لنا ولكم، وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store