Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

أهلاً رمضان..!!

A A
ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك يطيب لي أن أهنئكم بهذا الشهر الكريم شهر الخير والبركات، ونحمد الله أن وفقنا لبلوغه بالصحة والعافية صياماً وقياماً ونكون ممن يحصدون جوائزه وفضله ومن عتقائه بإذنه تعالى.

لعلي أجدها فرصة في التذكير باستغلال هذا الشهر الفضيل في تطوير النفس وتهذيبها بما تحتاج إليه من عبادات وفرصة أيضاً مع ارتفاع سقف الروحانيات لدينا، في تغير وضبط سلوكياتنا التي طالما نبحث من خلالها دائماً للوصول الى المثالية والكمال خلقاً في جميع نواحي تعاملنا في حياتنا، لنحقق أهدافنا وغايتنا ليس فقط بالقول وإنما أيضاً بالتطبيق والعمل الحقيقي على رفع ثقافة القيم والسلوك الانساني بشكل عام.

امتثالنا للصوم يعني تأدية هذه النسك على الوجه الأكمل، بصيام الجوارح والشهوات أولاً، ثم بضبط الأخلاق والسلوك معاً، ليعكس الصورة الواضحة لهذا الصيام، الصوم عن الأكل والشرب وحده ليس كافياً ما لم يقرن في جميع جوانبنا وفيما نؤدي من عبادات وعمل وتعامل مع الآخرين، فالصوم هو امتثال لأمر الله، والله أمرنا أيضاً بحسن الخلق دائماً ولم يخص به زماناً أو مكاناً أو مدة محددة، وجاء هدي سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». نعم إن الخُلق هو أبرز ما يراه الناسُ، ويُدركونه من سائر أعمال الإسلام، فالناس لا يرون عقيدةَ الشخص، لأن محلَّها القلبُ، كما لا يرون كلَّ عباداته، لكن ما يرَوْنه هي أخلاقه، ويتعاملون معه من خلالها، لذا فإنهم سيُقيِّمون دِينَه بِناءً على تعامله، فيحكُمون على صحتِه من عدمه عن طريق خُلقه وسلوكه، لا عن طريق دعواه وقوله فقط، لذا وجب علينا الامتثال الكامل لأوامر الله، ولا نجزئها أو ننقصها، أو نأخذ جانباً ونترك الآخر وفق أهوائنا ورغباتنا، مهما اختلفت مواقعنا أو ظروف حياتنا.

في هذا الشهر الكريم تعودنا أن نعفو ونغفر ونسامح الآخرين، وكذلك تعودنا أن نرى الكثير من الصور الإيجابية في تصرفاتنا وتعاملنا، ويترفع سقف البر والإحسان والمساعدة مع الغير، وهذا كله جميل جداً وهناك أيضاً العديد من الاعمال التي نرغب أن نؤديها أو حتى نطمح أن نصل إليها في الثلاثين يوماً، ولكن أراها فرصة عظيمة أن نجعل جميع أيام السنة تماثل أخلاق وسلوكيات شهر رمضان، وأن ننمي هذه الأخلاق والسلوكيات ونتدرب على صقلها وتهذيبها تدريجياً مع بداية الانطلاق للصيام، وأن يكون من أهدافنا لهذا الشهر تغيير كثير من الطباع والعادات نحو الارتقاء بحسن الخلق والتعامل مع الجميع، فماذا يمنعنا أن نحيا حياتنا كاملة بخلق رمضان، حتى وإن تفلتت شياطيننا من بعد فنحن قادرون على ايقافها ومنعها من التحكم بأخلاقنا وتصرفاتنا.

بقي من القول إن الفرصة بين أيدينا، نقيم أنفسنا وسوف نستطيع دائماً أن نحقق مبتغانا بقوة الإرادة وإصرار العزيمة والانضباط التام نحوها، فقط أن نعتاد على ذلك بالعمل الجاد والقدوة لمن حولنا، وأنتظر قوة تحركنا نحو استغلال الفرصة بأفضل ما يمكن، وكل عام أنتم بخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store