على طريقة تطور فيروس كوفيد 19 تمضي العلاقات الأمريكية الروسية هذه الأيام!، ومثلما تبدأ أعراض الفيروس خفيفة في يومها الأول سرعان ما ترتفع درجة الحرارة، يليها السعال!، وقد يكون هناك إسهال أو غثيان قبل يوم أو يومين من ذلك، ما قد يكون علامة على وجود عدوى أكثر شدة، لكنها في اليوم الخامس، تبدأ الأعراض في التفاقم، حيث يعاني المريض من صعوبة في التنفس، خاصة إذا كانوا أكبر سناً أو لديهم حالة صحية موجودة مسبقاً.
هذا على الصعيد الطبي، أما على الصعيد السياسي، فقد رأينا شيئاً من ذلك، حيث بدأ التوتر بين القطبين بعطسة، تمثلت في وصف الرئيس الأمريكي بايدن لنظيره الروسي بالقاتل، قبل أن تتفاقم الحالة أمس الى حد فرض عقوبات أمريكية على روسيا!
ولأنه ولحد الآن لا أحد يعرف على وجه التحديد مصدر المرض، فضلاً عن مفاجآته، فقد بتنا نصحو على خبر تقارب وهدوء، ونصحو على خبر غليان وعقوبات!.
يرد بوتين على بايدن قائلاً: إن من يصفه بالقاتل هو القاتل، ثم سرعان ما يتصل الرجلان ببعضهما، ثم تعود أعراض الاحتقان مرة أخرى، بفعل تيارات سياسية هوائية شديدة كتلك التي تهب من أوكرانيا، فيتم كتابة الوصفة على شكل عقوبات!.
في اليوم الثامن وفي الحالة المرضية ووفقاً لأطباء صينيين، من المرجح أن يعاني المرضى المصابون بالحالات الشديدة من ضيق في التنفس أو التهاب رئوي أو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS
)، وفي الحالة السياسية قد يحدث شيء من ذلك، بحيث تعلن روسيا أنها سترد بشكل متكافئ على العقوبات الأخيرة من قبل الاتحاد الأوروبي، ومن واشنطن، مؤكدة أنها تعتبر هذه الإجراءات التقييدية لاغية من حيث القانون.
والحاصل أن التطور في المرض السياسي الذي أصاب العلاقات الأمريكية الروسية، لم يبدأ بعطسة بايدن، وإنما بدأ تقريباً مع تفشي كوفيد 19 عندما اتهم تقرير المخابرات الأمريكية، الرئيس بوتين بإعطائه «الإذن» لبذل جهود لتقويض المرشح الديمقراطي آنذاك جو بايدن، و»العمل على دعم» ترامب للفوز بولاية رئاسية ثانية!.
وعلى طريقة التعاون بين الشركات الأمريكية والألمانية في انتاج اللقاح، اجتمع الرئيس بايدن والمستشارة الألمانية ميركل، وعبَّرا عن قلقهما من الحشود الروسية على الحدود الأوكرانية، واتفقا على مطالبة روسيا بخفض التصعيد، قبل أن تستعد واشنطن عملياً لفرض عقوبات جديدة على موسكو.
هكذا انتقلنا لمرحلة شن هجمات دبلوماسية ومالية أمريكية استهدفت مسؤولين روس وشركات روسية، كرد مباشر على ما اعتبرته واشنطن سلسلة من الأخطاء الروسية تتراوح بين التلاعب في الانتخابات الأمريكية، إلى ضم شبه جزيرة القرم!
السؤال الآن هو الى أين سنصل؟!، في الحالات المتفائلة طبياً يحدث أن يرى المرضى المتعافون من كوفيد 19 أن الحمى تتلاشى بعد 12 يوماً، وفي اليوم 16 قد يرى المرضى أن السعال اختفى في هذا اليوم! لكن وفي الحالة المتشائمة يحدث بل حدث أن بعض الأشخاص، ماتوا بعد 2.5 إلى 3 أسابيع!. إنها الثقافة السياسية الجديدة.. ثقافة كورونا، وسياسة كوفيد 19!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
