Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

أمريكا وروسيا واليابان.. قطيعة الحب وسنينه!

إضاءة

A A
فيما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحدث بسخرية لاذعة عن الحب على الطريقة الأمريكية، معلناً مبادلة هذا الحب بإضافة ثمانية مسؤولين في الإدارة الأمريكية إلى «القوائم السوداء»، كان الرئيس الأمريكي بايدن يتبادل عبارات الحب الصافي من القلب مع رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا!

كان لافروف، يؤكد للصحافيين أن الأمريكيين أضافوا إلى قائمة العقوبات ثمانية ممثلين عن الهياكل الروسية وممثلين عن الإدارة، بما في ذلك الإدارة الرئاسية ومكتب المدعي العام. و»ها نحن اليوم ننشر أيضًا قائمة بثمانية مسؤولين يمثلون القوى الحاكمة لإدارة واشنطن».

وفي الجهة الأخرى راح بايدن وسوجا، يؤكدان التعاون والتنسيق في كل شيء بدءاً من القضايا التي تخص الصين وجنوب بحر الصين وبحر الصين الشرقي وكوريا الشمالية، الى وضع «الإيغور» ومواجهة كوفيد 19!

كان وجه لافروف يبدو عابساً للغاية، وكأنه يقول بالعامية المصرية: «قطيعة الحب وسنينه مع بايدن اذا كان سيستمر بهذه الطريقة» وكان وجه بايدن ينطق بالرومانسية وهو يبارك لسوجا بحصول ابنه «سيفو»على الشهادة الخضراء الكبيرة!

كان لافروف، يؤكد أن موسكو ستنهي عمل المؤسسات الأمريكية التي تتدخل في السياسة الروسية، بالإضافة إلى إيقاف ممارسة عملية توظيف مواطنين روس ومواطنين من دول أخرى للعمل في البعثات الدبلوماسية الأمريكية، وكان الرئيس بايدن يتحدث برقة متناهية عن تعافيه من صدمة موت زوجته الأولى وطفلته الصغرى في حادث بشع، وكيف لعب هذا الحادث دوراً حاسماً في حياته المهنية كرجل سياسي!

كانت الخارجية الروسية تعلن على موقعها أنه «لا يمكن أن يمر هجوم إدارة جو بايدن ضد بلادنا بدون رد. حيث لا يبدو أن واشنطن تريد الاقتناع بأنه في الواقع الجيوسياسي الجديد لا مكان للإملاءات أحادية الجانب، والسيناريوهات المفلسة لـ «احتواء موسكو»، وكان الرئيس بايدن يغدق في مشاعره لليابان ولرئيس حكومتها مستدعياً من جديد وكعادته في اظهار الحب، مأساة حياته، مكرراً ما كان يفعله مع الناخبين يوم أن قال لهم: «مئات الأشخاص... فتحوا أذرعتهم لي» كي يطلعوني على مآسيهم المتمثّلة بفقدان أبنائهم، وبناتهم، وأقاربهم، و»كل ما أرادوا سماعه منّي قولي لهم إنه بإمكانهم الاستمرار.. والطريقة التي يمكن الاستمرار من خلالها تتمثّل في أن تجد هدفاً في الحياة، وسوف تكتشف إذّاك أنّ من فقدت يسكنون في أعماقك.. هم جزء منك. والانفصال عنهم مستحيل».

هكذا بدا المشهدان أمس أمريكا وروسيا تتبادلان الغضب والصياح، وتتخذان من الاجراءات ما يوسع الفجوة، وأمريكا واليابان يغنيان لحن الخلود لفريد الأطرش، وكنت أتأهب لصلاة القيام!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store