Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

غيرة الصين من غرام أمريكا واليابان!

إضاءة

A A
كما توقعت أمس، وأنا أصف حالة الحب والهيام بين أمريكا واليابان، غارت الصين، معتبرة ما جرى من غرام بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الياباني سوجا، لا يجوز!

ولأن غيرة الصين تظل رقيقة إلى حد كبير، مقارنة بالغيرة الروسية، فقد جاء بيان خارجيتها ليعبرعن القلق، ويقول إن ما حدث يعد تدخلاً في شؤونها الداخلية، بل و»ينتهك» بشدة الأعراف السياسية التي تحكم العلاقات الدولية!

ومضى البيان الصيني يقول إن «بكين تشجب ذلك وترفضه»، لأن واشنطن وطوكيو بهذه الطريقة «تتحالفان لتشكيل كتلة وتأجيج مواجهة بين الكتل»!

قارن معي بين التعبير الروسي «الغشيم»، وبين تعبير الصين، رغم أن الأخيرة شغلت معظم الوقت في لقاء الغرام الذي تبادل فيه الحبيبان ذكريات الماضي، وحكايات الزوجة الأولى، والتبريكات لنجاح «الواد»!

لقد نسي الطرفان الأمريكي والياباني وهما يتناجيان، فيما تنبعث من خلفهما موسيقى تنبض بالغرام، أنهما يطالان في حديثهما غير الهامس كل شيء يخص الصين بدءًا من بحرها الشرقي وبحرها الجنوبي وصولا لمضيق تايوان.. وهنا ضاقت الصين وعبرت عن ضيقها بهذا البيان!

لقد كان الوضع مختلفًا تمامًا في الحالة الروسية، حيث ترك بوتين ذو الوجه الطفولي وسمت الوسامة، مهمة الرد لوزيره لافروف الذي يتميز وجهه دومًا بالعبوس والجهامة! ومن ثم فقد صب الرجل غضبه ساخرًا من الحب على الطريقة الأمريكية، ومعلنًا مبادلة هذا الحب بإضافة ثمانية مسؤولين في الإدارة الأمريكية إلى «القوائم السوداء»!

هكذا انبرى لافروف، مؤكدًا بطريقته «الرخمة» وصوته الرخيم، أن موسكو ستنهي عمل المؤسسات الأمريكية التي تتدخل في السياسة الروسية، وإيقاف ممارسة عملية توظيف مواطنين روس ومواطنين من دول أخرى للعمل في البعثات الدبلوماسية الأمريكية!

الآن ما الذي سيحدث إذا لم يستجب الغريمان بوتين وبايدن لعرض فنلندا باستضافة قمة لتصفية الأجواء؟! وهل مازال بوتين مرحبًا بلقاء خصمه بعد كل ما جرى وكان؟!

في مقال مثير، يشير المحلل الأمريكي جريج لوسون في مقال نشرته مجلة National Interest إلى أن روسيا دولة نووية قوية من الممكن أن تسفر المواجهة معها عن مصرع عشرات ملايين الأمريكيين!.

ويضيف يمكن أن تقع كارثة كهذه إذا دخلت الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا بسبب الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا، لافتًا إلى أن الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا لا يقتضي أن تدخل الولايات المتحدة في صدام عسكري مع روسيا.

ويرى الكاتب أنه بإمكان روسيا أن تلحق هزيمة استراتيجية بأمريكا، وأن من مصلحة واشنطن أن تنأى بنفسها عن النزاع مع موسكو والذي يمكن أن يجعل واشنطن وحلفاءها عرضة لهجوم من الصين.

أما من جهتي فسأنأى بنفسي عن الدخول في هذا الأمر!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store