Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

70 ألف رسالة من الأقصى الأسير!

إضاءة

A A
كان الشيخ عكرمة صبري حصيفًا وحكيمًا، وهو يخاطب أكثر من 70 ألف فلسطيني وفلسطينية من فوق منبر المسجد الأقصى المبارك في أول جمعة من رمضان.. لقد جاء صوت الشيخ الثمانيني ساطعًا وهو يحذر أبناء الشعب الفلسطيني من «شياطين الإنس» الذين يقومون ببيع العقارات للاحتلال في القدس، مؤكدًا على الفتوى الشرعية الصادرة عن دار الإفتاء عام 1935 بتحريم التعامل معهم وتحريم الصلاة عليهم وتحريم دفنهم في مقابر المسلمين.

لقد جاء الشيخ عكرمة صاحب الجسد النحيل، قويًا وحادًا وهو يعلنها من فوق منبر الأقصى الأسير، أن حضور 70 ألفًا من أبناء الشعب الفلسطيني ومنع وإعاقة عشرات الآلاف الآخرين من الحضور، هو رسالة لكل الطامعين في الأقصى بأنهم سيفشلون في تهويده، وأن زحف المقدسيين من كل مكان للصلاة في المسجد الأقصى يذكر المسلمين بأهمية المسجد الأقصى وضرورة الدفاع عنه.

يصمت الشيخ صبري كثيرًا، لكنه كما الشيخ محمد متولى الشعراوي -يرحمه الله-، إذا تحدث في شيء يخص العقيدة والمقدسات الإسلامية، يزمجر كما الأسد الذي يدافع عن عرين أمته.

والحق أن مهمة الشيخ صبري في مواجهة «شياطين الإنس» هذه الأيام تبدو صعبة، لكنها أبدًا لن تكون مستحيلة، مهما تكاثرت أعدادهم وتضاعفت أموالهم، وتعددت أشكال التسهيلات المقدمة لهم!

على الجانب الآخر، يمضي تجار وحراس «البؤر الاستيطانية» لتسهيل مهمة «شياطين الإنس» في شراء وتسجيل الأرض! والبؤر الاستيطانية هي مناطق فلسطينية محتلة، يسيطر عليها مستوطنون متطرفون من حركة «شبيبة التلال» بغرض تحويلها إلى مستوطنات ثابتة.. ووفقًا لمراسل «الشرق الأوسط» يوجد اليوم في الضفة الغربية حوالى 130 بؤرة استيطانية يعيش فيها حوالى 25 ألف مستوطن.. وتعد «شبيبة التلال» نفسها «طليعة ثورية» لتهويد الأرض الفلسطينية وعرقلة قيام الدولة الفلسطينية.

ويتباهى «شبيبة التلال» بأن البؤر الاستيطانية كانت سبباً في تعزيز الاستيطان اليهودي في المناطق الفلسطينية، خصوصاً بعد أن صارت الحكومات الإسرائيلية ترضخ لضغوطهم وتوافق على تقديم خدمات أساسية لتلك البؤر، مثل الكهرباء والماء والحماية العسكرية، رغم أنها حسب القانون الإسرائيلي الاحتلالي نفسه تعد غير قانونية!

وعن سكان القدس فقط، تقول الدكتورة مايا حوشن، من معهد القدس، إن عدد سكان القدس كلها ارتفع إلى أكثر من 900 ألف نسمة، وتبلغ نسبة الفلسطينيين منهم 41%.

هكذا، تبقى القنبلة البشرية الفلسطينية، أمضى من كل القنابل الإسرائيلية، فقد أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن عدد الفلسطينيين نهاية عام 2020 بلغ حوالى 13.7 مليون فلسطيني.

وتقول رئيسة الجهاز علا عوض إن هناك 5.2 مليون نسمة في دولة فلسطين، ونحو 1.6 مليون فلسطيني في أراضي 1948، وما يقارب 6.2 مليون في الدول العربية ونحو 738 ألف في الدول الأجنبية.. وتضيف أن تقديرات الجهاز تشير إلى أن عدد السكان الفلسطينيين في فلسطين التاريخية بلغ حوالى 6.80 مليون نهاية عام 2020، في حين من المتوقع أن يبلغ عدد اليهود 6.88 مليون مع نهاية عام 2020.. وتتوقع علا عوض أن يتساوى عدد السكان الفلسطينيين واليهود مع نهاية عام 2022، حيث سيصبح عدد الفلسطينيين واليهود حوالى 7.1 مليون لكل منهم.

كان مراسل وكالة الأنباء الفرنسية يؤكد أن أغلب الذين تمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى أدوا الصلاة تحت الأشجار حيث تنعدم وسائل الوقاية من الحر، وكنت أردد ليتني كنت معهم!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store