Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أماني رمضان

أماني رمضان

A A
قبل سنة من الآن، أي في رمضان الماضي كان الغالب الأعم من المسلمين يمنون أنفسهم بقدوم رمضان آخر، خالي من وباء فايروس كورونا، وقد اعتمدوا في أمنياتهم تلك، كما اعتمدها الآخرون من الناس على تقديرات الخبراء وتوقعات بعض العلماء الذين صرحوا بعدم إمكانية استمراريته لأكثر من سنة على أكثر تقدير، مع احتمالية انتهاءه تمامًا من على وجه الأرض في غضون سنة وبضعة أشهر، غير أن توقعات أولئك الخبراء والمختصين لم تتحقق وخالفت جميع الأمنيات، وفور أن تضاربت الأنباء حول بقائه لفترة زمنية أطول من عدم ذلك، أصبحنا نحن المسلمون مثقلون بالأماني، فتارة نمني أنفسنا بالعودة والعيش في الأجواء الرمضانية التي الفناها من قبل، قبل أن يداهمنا الفايروس، بحيث ننعم فيه بجميع تفاصيله الروحانية العظيمة منها والدقيقه، نمني انفسنا بأن نرى تلك الأعداد الغفيرة من المصلين وهي تعود وقد اكتظت بهم المساجد عن بكرة ابيها، وامتلئت الجوامع بالعباد النسك المعتكفين في أركانه وجنباته، ونمني أنفسنا تارة بسماع الأهازيج الرمضانية يشدوا بها أطفال الحارة وقد أرتفع صداها بين الأزقة والطرقات دون أن يحول بينهم حائل أو يعيق تواصلهم عائق، وتارة أخرى نمني أنفسنا بتوشح الحارات القديمة والأحياء الحديثة على ضوء تلك الأهازيج بأجمل الألوان الزاهية والفوانيس قد تدلت تضيء لنا أركان الحارة، وتارة نمني أنفسنا بأن نرى تلك الأبواب المغلقة مشرعة تتلقى الأحبة بعد غياب طويل، واللحظات التي يوفد فيها الجيران أبنائهم بمختلف أطباق الحساء والمقبلات وألذ المشويات الرمضانية قد عادت، ونمني أنفسنا بالتجوال في تلك الحارات العتيقة جداَ المملوءة بعبق الماضي، المرصعة بالرواشين الخشبية والمزينة بالمشربيات والمقتنيات الرمضانية المستوحاة من وحي الطبيعة ورائحة البخور والعود والريحان قد فاح عطرها من شرفات البيوت، ونمني أنفسنا بتوالى تلك العادات الرمضانية تباعًا طيلة أيام الشهر الفضيل.. وتستمر الأمنيات.
نعم لقد عاد الينا رمضان مرة أخرى والعود أحمد، لكنه لم يعد كما كنا نرجو في عودته، عاد ومازالت تغمرنا بعض الأحزان، والفرحة بقدومه لم تكتمل بعد، لكن قدر لنا الله أن يحل علينا شهر رمضان المبارك وويلات الفايروس لم تنفك عنا بعد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store