نجحت حلقة "بَلْسَم"من المسلسل اليومي "ممنوع التجوّل" في تقديم صورة جديدة ونقل العمل إلى مستوى آخر، لتجبّ ما قبلها من تفاوت بين الضعف وما دونه ، والقرب من الواقع دون معالجة خيالية لا تمت للواقع بِصِلة ، حيثُ برزتْ الحلقة الثانية عشرة من المسلسل بشكل لافت تمثيلا وجاذب اخراجيا ، ففكرتها جيّدة وحواراتها مناسبة واخراجها ملائم لطبيعة الحالة التي أبدع فيها الممثلون ومنهم الفنانة إلهام علي وأسيل عمران في دور الممرضات أو كما يعرفن طبيّا وثقافيا بالجيش الأبيض وملائكة الرحمة !
يشار إلى أن هذه الحلقة وموضوعها بلسم كانت مؤثرة في نفوس المشاهدين لأنها ابتعدت عن الكوميديا الفارغة ، ونجح المخرج كثيرا في معالجة مشكلتين في حلقة واحدة الأولى قيادة المرأة للسيّارة والثانية الدور المهم والفعّال في المجتمع للأطباء والممرضين خصوصا في ظل جائحة كورونا ، وربما الملاحظة الوحيدة تتعلّق ببداية الحلقة وكيف أن المريض بكورونا كان يستحي من أخته حين تصفّ سيارتها قرب البيت ، ولكن بعد أن دخل المستشفى ورأي دور الممرضات وحماسهن وتفانيهن في عملهن المتعب والمضن جدا غيّر كثيرا من نظرته خصوصا بعد أن ماتت الممرضة "بلسم" - التي أتقنت دورها الفنانة أسيل عمران - متأثرة بكورونا ..
وعندما قادت الأخت سيارتها وبجانبها أخيها صفتّ سيارتها قرب البيت وهما يضحكان في مشهد يعكس الفارق الزمني والفني بين أول الحلقة ونهايتها..