Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

«الحشيش» في لبنان والكبتاجون في الرمان!

إضاءة

A A
كتبت هنا قبل أيام عن زراعة الحشيش في لبنان، ولم أتطرق من قريب أو من بعيد لما قيل عن دور حزب الله في حراسة كبار التجار المالكين لطائرات خاصة كانت تنزل للتحميل مباشرة على مدرج خاص وسط المزارع، وسط حسرة ولوعة المزارعين المجبرين على زراعة المخدرات بدلاً من البطاطس. والحق أنني لم أكن أتصور أن يصل التنوع في ابداع الإغراق الى درجة وضع المخدرات في الرمان.. لقد ظلموا لبنان كله وليس المزارعين الفقراء فقط.

قبل أسابيع قالت مسؤولة لبنانية فيما يشبه التحذير إن حزب الله «يستطيع أن يدخل مواد عبر القنوات غير الرسمية وحتى عبر المرفأ بدون أن يدفع رسوماً على أساس أن ما يدخله هو تحت إطار المقاومة، فيتم إدخال كل المواد التجارية بدون أن يدفع الضرائب والرسوم المقررة، في حين أن التجار يدفعون».

ولفتت إلى أن ثمة جهوداً تبذل لتقديم استراتيجية لمكافحة الفساد، تتضمن توقيف التهريب عبر المعابر، مشيرة إلى أنه في لبنان يوجد أكثر من 130 معبراً.

وقبلها قال مسؤول آخر إنه «في السنوات الماضية تمكن حزب الله من التغلغل أكثر فأكثر في المؤسسات الأمنية والعسكرية خصوصاً، وأصبح يتحكم بطبيعة الحال في السياسة الخارجية والدفاعية، وهو ما أثر سلباً على الاقتصاد»!

وبعدها قال سياسي لبناني إن «نشاطات حزب الله تتم عبر تبييض الأموال أو استعمال الشبكات غير الشرعية مثل التجارة في السلاح والمخدرات في دول أميركا اللاتينية، مما جعل لبنان يصنف من الدول المارقة المتعاونة مع الإرهاب بحسب التصنيف العالمي، بعد أن كان لبنان معروفاً في السابق بسويسرا الشرق بسبب حياديته وخدماته المالية».

وقبل أسبوع واحد قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ»رويترز» إن حزب الله في لبنان يقوم باستعدادات تحسباً لانهيار تام للبلد المتعثر عبر إصدار بطاقات حصص غذائية واستيراد أدوية وتجهيز صهاريج لتخزين الوقود من راعيته إيران».

الآن، وصلنا الى مرحلة تطعيم إرساليات الخضراوات والفواكه اللبنانية خاصة الرمان بالكبتاجون، حيث تمكنت الجمارك السعودية في ميناء جدة الإسلامي من إحباط محاولة تهريب (5.3) مليون حبة، مُخبأة ضمن إرسالية «رمان»، بالاضافة إلى 2.4 مليون قرص مخدر جرى ضبطها بذات الطريقة تقريباً ولكن في الدمام.

المثير في الأمر، والذي يدعو الى الأسى أكثر وأكثر أن الوزارات اللبنانية المعنية تجاوبت مع القرار السعودي بمنع دخول أو عبور إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية،حيث دعت وزارة الخارجية والمغتربين السلطات اللبنانية للعمل بأقصى الجهود لضبط كل عمليات التهريب عبر تكثيف نشاط الأجهزة الأمنية والجمارك على المعابر الحدودية في ضوء القوانين اللبنانية التي تجرم الإتجار وتهريب وتعاطي المخدرات..

وقال اللواء محمد فهمي، وزير الداخلية اللبناني إن بلاده على استعداد للتعاون مع كل الدول لمكافحة تهريب المخدرات.

أما وزير الزراعة اللبناني، عباس مرتضى، فأوضح أن الأمر خطير للغاية خاصة إذا أثر سلباً على الصادرات لباقي دول الخليج التي قد تتخذ إجراءات مماثلة.

في ديسمبر الماضي نشرت الاندبندنت تقريراً موسعاً من العراق يؤكد استفحال أزمة انتشار المخدرات، التي وصلت إلى حدود قياسية في ما يتعلق بنسب التعاطي بين الشباب وانتشار ظاهرة تجارتها بشكل واسع. وأشار التقرير إلى أن منفذ الشلامجة الحدودي بين العراق وإيران في محافظة البصرة يعدّ أبرز منافذ تهريب المخدرات في البلاد!.

الآن ومع وصول التطوير المستمر الى حد تهريب أو تصدير الكبتاجون في الرمان، من حق العالم أن يسأل وقد سأل بالفعل عن المتحكمين الحقيقيين في دولة لبنان؟! وبعبارة أوضح لماذا يصر هؤلاء على ألا يصبح لبنان قوياً بالفعل وعزيزاً بالفعل وعربياً بالفعل؟!، لماذا يعمد هؤلاء الى هدم كل شيء وتخريب كل شيء ليس في الداخل اللبناني وإنما في محيطه العربي؟!، وهل هو المال فقط، أم أشياء أخرى تتعلق بهدم الانسان؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store