Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

17 رمضان.. غزوة بدر غيرت بوصلة العالم

17 رمضان.. غزوة بدر غيرت بوصلة العالم

A A
على الرغم من مرور مئات السنين عليها ، مازالنا نتعطر بعبق غزوة بدر ، ففي نفس هذا اليوم السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة وقعت تلك الغزوة، التي شارك فيها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وهي المعركة التي انتصر فيها الحق على الباطل، وكانت بمثابة فتح على الإسلام وأهله. غزوة بدر الكبرى التي سطّر فيها المسلمون أروع انتصاراتهم ، وتحول فيها الإسلام من الهوان إلى القوة لها مكانة عظيمة حيث ذكر اسمها في القرآن الكريم ونزلت الملائكة على جبالها التي تحيط بها من كل اتجاه وفي جنباتها عاش الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وكانت أسواقها أحد أشهر أسواق العرب وسميت غزوة بدر الكبرى بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر وهي بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكَّة المكرمة والمدينة المنورة. وأسباب غزوة بدر التي تعد أولَ معركة للمسلمين ضد المشركين تعود إلى أن قريش كانت تعامل المسلمين بقسوة ووحشية فأذن الله للمسلمين بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة لكن قريش استمرت في مصادرة أموال المسلمين ونهب ممتلكاتهم، وعلم النبي - صلَّى الله عليه وسلم - أن قافلة تجارية لقريش محملة بمختلف البضائع والأموال سوف تمرّ بالقرب من المدينة في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام وقرر أن يقابل المشركين بالمثل ودارت بداية تفاصيلها عند محاولة المسلمين اعتراضَ تلك القافلة التي يقودها أبو سفيان ولكنه تمكن من الفرار بالقافلة بتغيير خط سيرها، وأرسل رسولاً إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريشٌ وخرجت لقتال المسلمين. ونزل المسلمون عند قدومهم، قرب كثيب الحنان في العدوة الدنيا، وكانت أرضاً واسعة محمية من جهاتها الثلاث، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى موقع آخر وبنوا عريشاً من النخل في نفس المكان الذي يوجد في مسجد العريش حالياً نسبةً للموقع، وأمضى رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الليل يصلي ويتضرع إلى الله في نفس الموقع أن ينصر المؤمنين فأنزل الله سكينته عليهم ثم بدأ القتال بين المسلمين والمشركين صباح يوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك. وبلغ عدد المشركين في غزوة بدر 1000 مقاتل، مقابل 313 مقاتلا من المسلمين، وأمد الله المسلمين بمدد من الملائكة، واستمر القتال حتى ظهر ذلك اليوم وكتب الله النصر للمسلمين بعد أن استشهد منهم 14 رجلاً، وسقط من المشركين 70 قتيلاً وأُسر منهم 70، وهُزم الأعداء وغنم المسلمون غنائم كثيرة. ولهذه الغزوة أهمية بالغة حيث رفعت من معنويات المسلمين وزادت في إيمانهم وقوت من شوكتهم وذاع صيتهم، وهزَّت كيان أعدائهم، وأصبحوا ينظرون إلى المسلمين على أنهم قوة لا يستهان بها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store