Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

ومات العشماوي!!

A A
كلمة «عشماوي» مأخوذة من الفعل «عَشَمَ» الذي يعني حسب بعض المعاجم العربية «يَبَسَ»، والعشماوي هو الرجل الشجاع والقوي الذي فيه غِلْظة شديدة ويبوسة!.

ولقب «العشماوي» يُطلق في الشقيقة مصر على مُنفِّذ أحكام الإعدامات شنقاً، وهناك عائلات كثيرة في مصر وفي بعض الدول العربية ممّن تلقّبَت بالعشماوي، ولا أعلم إن مارس أجدادها مهنة تنفيذ أحكام الإعدام أم تُراه فقط تصادف ألقاب!.

والشاهد المهمّ هو أنّ شهر رمضان الحالي صادف وفاة أشهر عشماوي عرفته مصر، وهو حسين قُرني، عن عمر يُناهز ٧٤ سنة، إثر إصابته بأزمة قلبية، يرحمه الله، بعدما نفّذ ١٠٧٠ حُكْم إعدام خلال عشرين سنة من حياته المهنية، طبقاً للقانون المصري القضائي، ودخل موسوعة غينيس كأكثر من نفّذ أحكاماً بالإعدام على مستوى العالم!.

والشاهد الأهمّ هو العبرة التي ينبغي الاتّعاظ بها، فالعشماوي الذي يرتعب الكثير من القتلة والمجرمين بل وحتّى النّاس العاديين إذا ذُكِر اسمه بينهم مات بأزمة قلبية عادية على فراشه مثله مثل بقيّة النّاس، فيا لها من عبرة تستحقّ الاتّعاظ!.

والموت هو الحقيقة الوحيدة التي تتربّص بجميع المخلوقات، ولهذا سمّاه القُرآن الكريم باليقين الذي هو أعلى درجات الحقيقة، ولا دواء يشفي المريض حين يأتي الموت المكتوب عليه، وليس بمقدور أيّ طبيب ماهر تأخير الموت عن نفسه أو عن مريضٍ بالزُكام ولو للحظات!.

ومن أجمل ما قيل عن الاتّعاظ بالموت من الشعر العربي قول أبي العتاهية:

لَقَدْ لَعِبتُ وَجَدَّ الموتُ في طَلَبِي.. وإنَّ في الموتِ شُغُلاً عَنِ اللعبِ!.

لَو شَمَّرَتُ فِكْرَتي فيما خُلِقْتُ لَهُ.. ما اشْتَدَّ عَلى الدُنيا طَلَبِي!.

سُبحانَ من ليْسَ من يُعادِلُهُ.. إِنَّ الحَريصَ على الدُنيا لَفِي تَعَبِ!.

وسلامتكم!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store