Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

أين سعادتك؟!

وعند جهينة

A A
الإنسان هو من يسعد نفسه وليس الآخرين..

إن لم تستطع مداواة جراحك لن يندمل منها جرحًا ولو وصلت لأمهر الأطباء..

السعادة هدف كل مخلوق على وجه هذه الأرض..

ولكن كيف تحصل عليها.. وأين تجدها وكيف تحافظ عليها؟!

البعض يطلبها بالمال فلا يجدها، والبعض يصل لحلمه الوظيفي أو الاجتماعي ويظن الجميع أنه أسعد خلق الله، ولكن ربما مشكلة بسيطة تضع السعادة في مهب الريح.

يقول الله عز وجل (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إِلَّا الْمُصَلِّينَ).

الإيمان بالله والثقة بقدرة الخالق على تفريج الهموم والكربات وشفاء المرضى هي الطريقه الأولى لإيجاد السعادة النفسية داخل الروح والقلب مما يجعل النفس تطمئن وتتوكل على الله حق التوكل وتضع كل أمورها بيد الخالق عز وجل.

ذات مرة عندما كنت في المرحلة الثانوية وكان يتردد على مجلس الوالد الأديب الأستاذ عبدالله سلامة الجهني -يرحمه الله- وكان يمكث عندنا بالأيام يذهب للمسجد النبوي ثم يعود إلينا، سألته مرة عن السعادة فكتب لي كلمات بخط يده في مذكرات عندي ومما قال في تعريف السعادة: «أن الكل يعرفها حسب طباعه وعاداته فالبخيل يجدها في مسك المال والغني بعكسه ببذل المال وكلا حسب سيرته وطباعه»، ونصيحة النبي لابن عباس عندما قال له صلى الله عليه وسلم: يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

إن آمنت بذلك حقًا ستجد السعادة الدائمة.

****

إن كنت سعيدًا بحياتك انشر الفرح داخل أسرتك أولا ثم في نطاق العائلة، اجعل نفسك مصدر سعادة للآخرين، اجلب السعادة لمن معك في نطاق عملك، ابتسم عندما تدخل دائرتك، اجعل الجميع يشعر بالراحة وهو يتجه كل صباح لعمله، لأنه سيجد وجهًا منشرحًا وزملاء ضاحكين مستبشرين بمن حولهم، لا تكن صاحب وجه عبوس، ولا تحمل أيضًا مشكلات عملك لداخل أسرتك، اقفل باب الصعوبات بالعمل ليفرح كل من بالبيت بدخولك لهم.

السعادة عنوان يتعامل معها أصحاب القلوب الطيبة باطمئنان.. واحذر الغضب فإنه مدمر لكل أنواع السعادة.

وهذا رجل اسمه جَارِيَةُ بن قُدَامَةَ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله، «قلْ لي قَوْلًا وأَقْلِلْ عَلَيَّ؛ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ؟» قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لا تَغْضَبْ»، فَرَدَّدَ مِرَارًا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: «لا تَغْضَبْ»؛ (رواه أحمد).

الغضب صفة شيطانية مدمرة لكل أنواع العلاقات الإنسانية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store