Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

ابتسامة الفقراء ليست جميلة

A A
الفقر ليس عيبًا، لكنه مشكلة حقيقية، وكذلك هو منطقة بشعة غير صالحة للحياة، وتصوير ابتسامة طفل فقير والترديد ببلاهة (أووووه ما أجمل ابتسامة الفقير) عمل غبي جدًا وفكرة ساذجة جدًا.

الفقر عدو الحياة، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه تمنى لو كان الفقر رجلًا ليقتله، أُمنية الصادقين التخلص من الفقر.

في لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخير أكد أنه يؤلمه وجود مواطن بلا عمل، وأكد أن الدولة تسعى جاهدة لتغيير الحال للأفضل.

أن تكون فقيرًا يعني أن هناك أشياء كثيرة تُولد في نفسك وتموت دون أن تملك تحقيقها، أن تعاني من كل شيء، أن تحيا بصعوبة من أجل هامش بسيط تستطيع من خلاله التنفس فقط.

ومما يزيد الأمر سوءًا، أن نتخلص من غبي يصور ابتسامة الأطفال الفقراء لنجد أنفسنا بمواجهة مباشرة مع مختل عقليًا يرى في نفسه مثقفًا ومتعلمًا يصور امرأة مُسنة تبيع الخضار على الرصيف وكأنه شرطي ويملك حق التحقيق!

ما زاد المشهد سوءًا هو غضبه وثورته وهستيريا التُهم التي يسوقها في الفيديو الذي نشره، تهجمه على المرأة بلا رادع أخلاقي وبلا شيمة وبلا مروءة..

هذا المريض اعتقد للحظة أنه يمثل كل شيء، لذلك تحول لوحش، وأمثاله القانون يردعهم ويؤدبهم.

الفكرة وببساطة..

دع الفقير وفقره، لا تبتز الناس بصوره ومعاناته وتتسلق على أكتاف حاجته، وكذلك لا تمارس عليه التسلط وتتهمه باتهامات في النهاية يتضح أنها من نسج الخيال.

دعوا الناس وشأنهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store