Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

إعادة النظر في عُبوات الأدوية..!

A A
أتمنّى إعادة النظر في طريقة بيع معظم الأدوية في الصيدليات التجارية، لأنّ فيها -ومن وجهة نظري الخاصّة- ظُلْما على الفقراء وذوي الدخل المحدود، إذ تُباع الأدوية بعبوّات كبيرة لا يحتاج المريض إلّا القليل من محتوياتها، باستثناء طبعاً أدوية الأمراض المزمنة، ويتبقّى الكثير من أدوية العبوّات الكبيرة دون استعمال حتّى تاريخ انتهاء صلاحيتها، فتُرمى في حاويات النفايات، ويخسر المريض قيمة ما رُمِيَ منها رغم دفعه لسعرها المرتفع، وتزداد خسارته إذا كانوا من الذين ليس لديهم تأمين طبّي شخصي أو لم تُوفِّر لهم جهاتُ أعمالهم هذا التأمين!.

دعوني أضرب مثاليْن: أوّلهما هو ما أخبرني به مواطن من تعرّض سُبابة يده لجُرْحٍ بسيط وصغير، فقرّر شراء مرهم له فقط، لكنّه لم يجد في الصيدليات سوى عُبوّة كبيرة تكفي لأسابيع أو ربّما شهور من الاستخدام اليومي المتكرّر، وبسعر مرتفع جداً بطبيعة الحال، فاضطرّ لشرائه والتئم جُرْحُه خلال ساعات، وبقي المرهم وبقي احتمال انتهاء صلاحيته قائماً قبل الحاجة لاستخدامه مرّة أخرى!.

أمّا المثال الثاني فهو عُبّوة فيتامين «د» التي فيها ٦٠ حبّة، بينما قد لا يحتاج المريض إلّا لـ٣٠ حبّة لمدّة شهر حسب وصفة الطبيب، وليس الفيتامين عِلْكة مُسْتَكة أو قطعة شوكولاتة كي يهدي المريض الـ٣٠ حبّة المتبقية لزوجته أو أبنائه لئلّا يخسر قيمة نصف الدواء المرتفع السعر!.

والمشكلة قائمة منذ سنوات، ولأنواع كثيرة من الأدوية، والخاسر الوحيد هو المريض، بينما لا تكترث الصيدليات التجارية، فالأهم لديها هو تصريف بضاعتها ولو بكميّات أكبر من الحاجة، وإن كانت الصيدليات لا تكترث فلماذا تفعل مثلها وزارة التجارة؟ ولا تُلزِمها ببيع الأدوية بكميّات دقيقة حسب وصفة الطبيب؟ ممّا هو معمول به في المستشفيات الحكومية التي توفّر الأدوية مجّاناً لمرضاها لكن بالكميّة الموصوفة من الطبيب دون زيادة أو نقصان، كما لم تعد الجمعيات الخيرية مهتمّة باستقبال الأدوية الزائدة لصعوبات مختلفة في تحديد محتاجيها وسرعة توزيعها، وتُفضِّل استقبال التبرّعات نقداً لسهولة توزيعه، والأدوية في الخارج -وهذا ما لاحظته شخصياً- تُباع بعبّوات مختلفة وكثيرة، فضلاً عن إمكانيّة بيع نصف أو رُبْع العبوّات وهكذا، وهذا هو عين ما أطالب به، رأفةً بالمرضى الذين ينتمي كثيرٌ منهم لطبقة الفقراء وذوي الدخل المحدود، وألّا تحذو مهنة الصيدلة حذو مهنة الطبّ الخاص في طغيان التجارة على ما سواها، وتصيّد الأرباح الفاحشة بلا وجه حقّ، إلّا مارحم ربّي، ويا أمان يا أمان!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store