وفي المنطقة الغربية تم إنشاء قطار الحرمين السريع والذي يعتبر الشريان الحيوي لنقل المعتمرين والحجاج والسكان بطول 450 كيلومترًا وبلغت تكلفته 63 مليار ريال وهو خط حديدي يعمل بالكهرباء يصل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بمدينة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ وتبلغ سرعته 300 كيلومتر في الساعة.
أما الخط الثاني والمهم أيضًا وهو خط الجنوب السعودي من جازان إلى جدة مرورًا بعسير والباحة والطائف إلى جدة، وهو خط يمثل كثافة سكانية كبيرة رغم صعوبة التركيبة الجبلية إلا أن خطوط السكك الحديدية العالمية تجاوزت صعوبات الجبال والبحيرات، كما أن ارتفاع تكلفة إنشاء السكك الحديدية يكون عائقًا أحيانًا وغير مجدٍ -اقتصاديًا- أحيانًا أخرى إلا أنه تبنى شبكات السكك الحديدية من قبل حكومات الدول لأسباب عديدة من أهمها ربط المجتمعات في مختلف مناطق الدولة وتخفيض الأعباء المالية على المسافرين وعلى التجار في نقل البضائع وهو استثمار طويل المدى.
إن مشاريع السكك الحديدية تعتبر من أهم وسائل الاتصال والتواصل بين الشعوب وإن المملكة العربية السعودية في رؤيتها المستقبلية قادرة على إنشاء هذه المشاريع العملاقة والتي ستعالج صعوبات التنقل بين المدن رغم توفر شبكة الخطوط البرية إلا أنها لازالت نسبة مخاطرها أكبر وتكاليفها أكبر، فهل يا ترى سنرى قريبًا المشروع العملاق للسكك الحديدية لربط العاصمة الرياض بالعاصمة المقدسة مكة المكرمة؟، وهل سنحلم مع أهل الجنوب بخط السكة الحديدية جازان - مكة المكرمة مرورًا بمنطقة عسير لتكتمل منظومة السكك الحديدية التي تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب؟.
أجزم -إن شاء الله- سيتحقق هذا الحلم أسوة بالحلم الذي تحقق في قطار الحرمين والذي طال انتظاره منذ تأسيس الدولة السعودية وقد تحقق -بحمد الله وفضله-، آمل أن تتحقق الخطوط الرئيسة الأخرى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وبدعم ومساندة تمويلية من صندوق الاستثمارات السعودي وذلك حسب الخطة الإستراتيجية لوزارة النقل ضمن رؤية 2030 التي تطمح إلى أن يزيد طول السكك الحديدية في المملكة الى 9200 كيلومتر.
كاتب اقتصادي سعودي