Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

احتفال المملكة بيوم المتاحف.. تتويج لمسيرة التراث الوطني

احتفال المملكة بيوم المتاحف.. تتويج لمسيرة التراث الوطني

A A
نظمت هيئة المتاحف أمس عرضاً موسيقياً افتراضياً في المتحف الوطني بالرياض، ضمن احتفائها باليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق 18 مايو ويقام لأول مرة بالمملكة، ويحتفل بهذا اليوم جميع المهتمين بالمتاحف حول العالم عبر فعاليات وأنشطة تعزّز التواصل وتبرز الجهود المتحفية وأدوارها الداعمة للتراث والثقافة.

وبُثّ الحفل الموسيقي عبر القناة الرسمية لوزارة الثقافة في موقع “اليوتيوب”، أحياه كل من مغنية الأوبرا السعودية الفنانة سوسن البهيتي، وعازف العود والمغني السعودي عبدالله سعد، وعازف آلة التشيلو السعودي محمد القثمي، وإلفين وجو هودسون، ودانيل تشيمينيلو، الذين أخذوا الجمهور في رحلةٍ موسيقية ثقافية تحت شعار “متاحف المستقبل: إعادة التخيُّل والتعافي”.

وتسعى هيئة المتاحف من تنظيم هذه الأمسية الموسيقية إلى رفع مستوى الوعي بالأهمية الثقافية للمتاحف، ودورها في حفظ التجربة الإنسانية وتوثيقها وتنميتها على اختلاف أنواعها واتجاهاتها، إلى جانب تعزيز حضورها في الفضاء العام إلى حين انجلاء جائحة كورونا التي أثّرت على نشاط المتاحف حول العالم.

ويمثل المتحف الوطني في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي الذي يقع على مساحة تبلغ 28 ألف متر مربع، قيمة رمزية مهمة بما يضمه من وثائق ومحتويات مرتبطة بالتاريخ الوطني للمملكة، إضافة إلى ما يقدمه من معارض وأنشطة متحفية جعلته معلما ثقافيا وطنيا بارزا منذ افتتاحه عام 1419 على يد الملك فهد بن عبدالعزيز، بمناسبة مرور 100 عام على استعادة الملك عبدالعزيز العاصمة الرياض، حتى الوقت الراهن.

3700 قطعة أثرية

ويبلغ إجمالي القطع المعروضة في المتحف الوطني، 3700 قطعة أثرية وتراثية موزعة على القاعات الثمان، إضافة إلى 50 ألف قطعة محفوظة بمستودعات المتحف، فيما يبلغ إجمالي خزائن العرض (221 )خزانة. أما الوسائل التصويرية فيبلغ عددها (900 ) وسيلة.

كما يحتوي المتحف الوطني كذلك على 45 فيلما ومؤثرا صوتيا، إضافة إلى 45 مجسما.

ويأتي ذلك العرض الموسيقي، ضمن اهتمام وزارة الثقافة، بقطاع المتاحف، الذي أولته اهتماما خاصا، وحددته واحدا من القطاعات الثقافية الـ16، التي تركز جهودها وأنشطتها على دعمها وتطويرها، تحقيقا لأهداف «رؤية 2030» وبنودها الداعية إلى الاعتزاز بهوية وتاريخ وإرث المملكة.

بداية تأسيس المتاحف

وأولت المملكة اهتماما مبكرا بقطاع المتاحف، حيث كانت البداية بصدور قرار مجلس الوزراء رقم 727 في يناير 1964م، بالموافقة على تأسيس دائرة للآثار ترتبط بوزارة المعارف (آنذاك)، وجاءت الانطلاقة الحقيقية للنشاط الأثري في المملكة العربية السعودية عام 1976م عندما شرعت إدارة الآثار والمتاحف (في ذلك الوقت) في الأعمال الأساسية لقطاع الآثار، ووضعت مع بداية تكوينها ضمن أولوياتها إنشاء متحف وطني يعرض فيه القطع الأثرية والتراثية التي تمتلكها الإدارة.

افتتاح أول متحف

كما تم افتتاح المتحف الوطني كأول متحف رسمي بمدينة الرياض في 21 محرم 1398هـ وكان مقره في إدارة المتاحف قبل أن ينتقل عام 1418هـ إلى مقره الرئيس في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض. ويعد المتحف الوطني بالرياض أهم وأكبر المتاحف في المملكة، ووجهة سياحية وحضارية رئيسية في العاصمة. وحظي المتحف الوطني بعناية خاصة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميراً لمنطقة الرياض، وقد تم إنشاء هذا المتحف كأهم المتاحف في العالم العربي.

ونال قطاع المتاحف، الاهتمام من قبل القيادة الرشيدة، منذ ذلك الوقت، وحتى أتت (هيئة المتاحف)، ضمن 11 هيئة ثقافية جديدة أطلقتها وزارة الثقافة لإدارة القطاع الثقافي السعودي بمختلف تخصصاته، لتكون بوابة ثقافية تقود إلى عوالم من التاريخ والحضارة والمعرفة.

وتتولى هيئة المتاحف، تطوير المتاحف في المملكة على اختلاف أنواعها، وتطوير الأنظمة واللوائح، وإيجاد بيئة مستدامة تشجع على الاستثمار في المجال.

وكان الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، قد أصدر قرارا بتعيين الدكتور ستيفانو كاربوني رئيسا تنفيذيا لهيئة المتاحف لتنظيم القطاع وتطوير الممارسين فيه.

224 مليون ريال لإنشاء 4 متاحف

شمل اهتمام المملكة بقطاع المتاحف، إنشاء أربعة متاحف جديدة في عدد من مناطق المملكة في كل من: (عسير، وحائل، وتبوك، والجوف) بتكلفة

تجاوزت 224 مليون ريال.

ويحتوي كل متحف على ثماني قاعات ومن المتوقع أن توفر فرصا وظيفية مباشرة تتجاوز الألف وظيفة، وروعي في تصميم المتاحف الجديدة الهوية العمرانية والتراثية لكل منطقة، والعمل على أن تكون المتاحف بمثابة معالم حضارية شاهدة على آثار وتراث تلك المناطق، ولتؤدي دورها بشكل أفضل في إظهار الزخم الحضاري، وتتميز المتاحف الجديدة بتركيزها أيضا على الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والثقافية والعلمية التي تحتضنها، إضافة إلى طرح أجزاء من المتحف للاستثمار، بما يشجع الإقبال على هذه المتاحف لتكون معالم حضارية تسهم في تنشيط الحركة السياحية والثقافية.

متحف مكة حضارة فجر التاريخ

وتزخر مناطق المملكة بعدد كبير من المتاحف التي تشمل قطعاً أثرية لتاريخ هذه المناطق وسجلاً حياً لتراثها، ومن بينها متحف مكة المكرمة للآثار والتراث، ويضم بين جنباته حضارة وتاريخ منطقة مكة المكرمة منذ فجر التاريخ حتى الوقت الراهن، وقد أقيم المتحف بقصر الزاهر بمكة المكرمة على مساحة تبلغ (3425م2)،) وتم الانتهاء من تشييده عام 1365هـ/‏‏1946م بأمر من الملك عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ، واستخدم مدة من الزمن قصراً للضيافة، وفي عام 1378هـ أقيم مقراً لمدرسة الزاهر المتوسطة، وفي العاشر من شهر شعبان 1427هـ تم افتتاح القصر للزوار كمتحف لمنطقة مكة المكرمة للآثار والتراث بعد ترميمه وإعادته إلى حالته السابقة عند تشييده، ويضم المتحف قرابة 13 قاعة.

كما يتميز متحف المدينة المنورة بـ 14 قاعة تعرض تاريخ المدينة المنورة وتراثها منذ فترة ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث.

قصر المصمك..علامة توحيد المملكة

أما متحف قصر المصمك، فيتميز بمكانة بارزة في تاريخ المملكة بصفة عامة، وفي تاريخ مدينة الرياض بصفة خاصة، وهو يمثل الانطلاقة الأولى للملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ لتوحيد المملكة العربية السعودية؛ إذ اقترن حصن المصمك باسترداد الرياض في فجر الخامس من شوال سنة 1319هـ، الموافق الخامس عشر من يناير 1902م، على يد الملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ وتم تحويله إلى معلم تراثي يتوسط قلب مدينة الرياض. ونظراً التاريخية؛ فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ (أمير منطقة الرياض - آنذاك( بترميمه عام 1400هـ الموافق 1980م. وفي 13 محرم 1416هــ، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ (أمير منطقة الرياض آنذاك) متحف المصمك التاريخي الـذي يحكي قصة توحيد وتأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله

كما تضم المملكة، متاحف جدة، والدمام، الأحساء، الجوف، العلا، حائل، نجران، العلا، جازان، وغيرها من المتاحف التي تحفظ التراث الوطني للمملكة .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store