Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

أيهما أجمل: جنازة أم الفحم أم مغامرات بنيامين؟!

إضاءة

A A
الجنازة التي شهدتها مدينة أم الفحم الفلسطينية لطالب المدرسة الثانوية محمد كيوان، والتي أنبأت بفرح الوحدة الفلسطينية، تجعلنا نسأل من جديد: هل كانت جنازة طالب مدرسة أم جنازة لسياسات بنيامين نتنياهو العنصرية الإرهابية الجديدة؟!، أغلب الظن أنها على الجانب الفلسطيني كانت حفلة زفاف حقيقية انطلقت فيها زغاريد الفرح بقدرة شعب تعرَّض لكل أشكال التنكيل على النهوض من جديد! وعلى الجانب الإسرائيلي، كانت جنازة لكل من تصوروا أن المشكلة اسمها غزة وليست دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف!.

لقد أثبتت مغامرة إسرائيل الأخيرة في المسجد الأقصى، أن القدس ستبقى كل مرة وفي كل آن مستودعاً للأصوات والضمائر الحرة، ومدفناً لنظريات التنازل والخنوع والاستسلام!

الآن ورغم كل المساحات الزمنية التي شارك فيها مجلس الأمن، فشل نيرون في حرق فلسطين، وتحويل قراها ومدنها إلى أوكار للبوم.. عله الآن يبحث عن مخرج أو ملجأ سياسي أو مكان للنوم!.

لقد فات على نتنياهو أن الفتى الذي قتلوه في أم الفحم، وهو ينتفض نصرة للقدس، كان يمضي في مسيرة الحنين لأجمل وطن!، فات عليه أن كيوان كان شأن كثيرين يمقت الاستسلام والأنين، ويصحو كل صباح مردداً: القدس عاصمة فلسطين!.

لقد قال الولد قبل أن يخرج للمشاركة في المسيرة، سأخرج وقد أستشهد، فإن حدث، ولم أعد، فأرجو ألا يحزن على استشهادي أحد في أي قرية أو مدينة فلسطينية أو بلد!.

هكذا قال الولد، تمسكوا بالأمل ولا تقتلعوا أشجار الحنين ليافا وحيفا وعكا والرملة، ولسماء القدس وجبل الكرمل!

لقد أدرك الولد، أن الحصة الأولى من الدراسة في أم الفحم، أو في القدس المحررة بعد العودة، ينبغي أن تكون عن الحالة الفلسطينية القادمة، عن الحياة الهينة، كما ينبغي أن تنتهي بترديد هتاف وحيد يقول: فلسطين لنا!.

هذا جيل جديد كان يخبئ الأمل، كما تخبأ النجوم أو تتخبأ في ليل المحاق!، هذا جيل يؤمن ببزوغ الفجر وولادة الحلم بعد الدم المراق، إلى السماء البراق! هذا جيل تاق للانعتاق، ويسعى لفك الوثاق!.

لقد أراد كيوان أن يقول: فقط كنت أحتاج الى ساعتين أو حتى دقيقتين أمرُّ خلالهما على أمي، أقبِّل يدها، وأبارك لها، وأمسح على وجهها، وأهمس لها من جديد، هاهو الأقصى لم يعد أبداً (بعيد)!.

لقد أثبت الطالب كيوان أن هناك فرقاً كبيراً بين جنازة وأخرى!، جنازة يمشي فيها وخلفها عشرات الآلاف يطلقون على الهواء هتافات ونداءات كلها كبرياء، وجنازة ملأى بطواويس ميتة يتطاير منها ريش الخواء!.

ولكأن كيوان أراد أن يقول: سرادقي فرح متواصل وممتد في كل أرض، وشاهدوا أعداد المصلين في جمعة الفرح والنصر، وتابعوا سرادقهم وكيف يلعنه كل ضمير حي على وجه الأرض!.

سرادقي مملوء بزهور المستقبل، وإشارات نصر تلوح في الغيوم، وسرادقهم مملوء بالفئران الميتة في أقبية الغدر والوجوم!

لقد أراد كيوان أن يقول: أصارحكم الآن أيها المشيّعون من أبناء الوطن.. لم أكن بحاجة الى ملقِّن، أنا الذي سأبادره بالسلام، هم الذين يحتاجون وقد لقناهم الدرس بالفعل!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store