Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي أبو القرون الزهراني

«الكابوي» و«الكيباه» و«العمائم»..!!

A A
.. أحداث فلسطين الأخيرة جرت في وسط ظروف معقدة ومتشابكة أدت إليها وأفضت الى ما أحدثته من دمار وقتل خصوصاً في الجانب الفلسطيني.

من تلك المسببات ما يخص نتنياهو والانتخابات الإسرائيلية

ورأينا تعثر نتنياهو فيها فافتعل قضية حي الشيخ جراح لإشعال فتيل الحرب وتحقيق نصر على الأرض يعزز من موقفه الانتخابي.

ولعل الانتخابات الفلسطينية ليست منها ببعيد.

وهناك طرف آخر كان لاعباً رئيسياً، وهو إيران التي أرادت أن تنقل المواجهة مع إسرائيل خصوصاً بعد بدء حرب السفن إلى الداخل الفلسطيني.

وكان الرئيس خامئني يقول قبل أيام من اندلاع هذه الحرب بأن العد التنازلي لزوال دولة إسرائيل قد بدأ وعلى الفلسطينيين الاستعداد لإدارة دولتهم..!!

*****

.. وبعيداً عن كل المسببات، فإننا نواسي أهلنا في فلسطين

جراء ما لحق بهم، وكل غيور يألم لمشاهد استباحة الدم الفلسطيني وتلك الوحشية الإسرائيلية التي لم تستثنِ البشر والحجر، وحتى الأطفال الرضع...!!

*****

.. ولأن الحديث متشعب ومتشابك في هذا الموضوع، فسأركز حديثي على الدور العربي في القضية الفلسطينية وفي المنطقة العربية عموماً.

ثمة سؤال عريض يختزل إجابات كل هذا الموضوع وهو: من يملك قرارات الحرب والسلم في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغزة؟

بالطبع ايران!!.

مليشيات الحشد الموالية لإيران هي صاحبة الحل والعقد الفعلي في العراق.

حزب الله اختطف سيادة لبنان واستقلاله وأحرق مرفأه ومقدَّراته وارتهن وطنه لإيران.

الحوثيون رغم كل المآسي يرفضون إيقاف الحرب لأن قرارهم في طهران.

الإيرانيون وحزب الله يسيطرون على سوريا وليس لعظمة الأسد إلا ما تحت كرسيه.

وحماس تأتمر لطهران أكثرمن سلطة رام الله، ولا تأنف علناً أن تُقبِّل كفَّ خامئني وتصف سليماني قاتل العرب بشهيد القدس...!.

*****

.. هذا يعني أن مشروع الملالي بدأ يتشكل في المنطقة بشكل خطير، إضافة الى المشروع الإسرائيلي.

ولعل الانسحاب الأمريكي من المنطقة قد يدفع الى تمكين المشروعين من ملء الفراغات في المنطقة.

وهذا يحدث مع الأسف في ظل غياب مشروع عربي بديل.

ولا أستبعد في هذا السياق والتوجه في تمكين إيران، العودةَ الأمريكية للاتفاق النووي وإبعاد الدول العربية من المشاركة التي وُعدت بها..!!

*****

.. وفي الأحداث الأخيرة حاول بعض المزايدين تغييب الدور العربي ومحاولة تغطيته واختزاله وحتى انتقاده.

لكن الجياد الأصيلة تظهر في حسم السباق بعيداً عن كل المغالطات.

فمصر لعبت دوراً محورياً في إيقاف الحرب، والمملكة لعبت دوراً مهماً جداً في تغيير النظرة الأمريكية.

فبعد ترامب وصفقة القرن أصبح بايدن الآن يتحدث عن القدس وعن حل الدولتين وعن حق الفلسطينيين العيش بسلام.

وهذا الدور العربي جعل عباس يشيد بدور المملكة وجعل هنية يمتدح مصر ويعترف بضرورة العودة إلى المحيط العربي..!!

*****

.. إننا أصبحنا الآن وأكثر من أي وقت مضى في حاجة قصوى إلى قيام مشروع عربي موحد يستعيد ذاته وهويته وقوته ومواجهة أي مشروع آخر في منطقتنا العربية.

وأحسب أن المملكة ومصر والإمارات والأردن وبقية دول الخليج والمغرب والسودان يعملون على قيام هذا المشروع.

*****

.. إن وجود مشروع عربي موحد كفيل بإحياء دور قوي للجامعة العربية، وبحل كثير من قضايانا العربية.

ولا تنقصنا المقدرات والتاريخ والجغرافيا في تكوين مشروع عربي نهضوي فاعل..!!

*****

.. أخيراً.. ومن باب «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم» تكون هذه الأحداث فرصة في إيجاد حل دائم لهذه القضية العصية والإسراع في تكوين دولة فلسطينية موحدة وعاصمتها القدس الشرقية، وفي لمِّ شمل العرب.. قولوا يارب..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store