Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

رسالة للرئيس بايدن: قل لها تعترف هي بوجودنا!!

A A
قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس، إنه «لا سلام إلى أن تعترف منطقة الشرق الأوسط بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية مستقلة»!. والحق سيدي الرئيس أن المنطقة بما فيها دولة فلسطين صاحبة الأرض، هي التي تطالبها بأن تعترف بها!، لقد اعترفت هذه الدول، وتعاونت، وطبَّعت، وطبطبت، دون جدوى!.

إن دول المنطقة سيدي الرئيس حاورت، وزارت، ودعيت، ودعت إسرائيل، ونفذت ما طلبته، وما طلبته بلادكم، وما طلبته أوربا، وبالغت في تلبية كل الطلبات دون جدوى!

بل إن دول المنطقة خاصة الحدودية معها «مع الست» تنازلت عن أشياء كثيرة، وتجاهلت أشياء كثيرة، وتغاضت عن أفعال عدائية كثيرة، وعن حركات صغيرة كثيرة، دون جدوى!

لقد سمحت دول المنطقة لإسرائيل أن تلعب كما تريد، وأن تتمدد حولها -حول المنطقة- كما تريد، حتى أنها عبثت في أدمغة العديد من الدول الاسلامية في البلقان والبوسنة، دون جدوى!

لقد كان لدينا على سبيل المثال رئيس اسمه جمال عبد الناصر علك تعرفه، هدد يوماً بإلقائها في البحر، وفشل ومات، ربما بسبب تصريحه!، وجاء بعده رئيس اسمه محمد أنور السادات واجهها وحاربها وانتصر عليها، وبأوامركم أو نصائحكم أو تحذيراتكم، زارها وسامحها وصالحها رغم أن الأمة كلها قالت له يومها: «لا تصالح»، لكنه في النهاية قُتل ربما بسببها!، وكان هناك رئيس اسمه صدام حسين أظن أنه راح في النهاية وراح جيشه بسبب إسرائيل!.

الآن كل ما نطلبه منك سيدي الرئيس، وأنت حبيبها وحامي صهيونيتها -كما قلت أنت لا نحن-، نطلب منك أن تقنعها بأن تعترف بنا، وأن تغير خريطتها «من النيل إلى الفرات» وأن تتعطف فتعترف بقطعة في المنطقة التي احتلتها اسمها فلسطين وعنوانها المسجد الأقصى وعاصمتها القدس الشريف!

نرجو كذلك، إذا كنت ستتحدث معها من منطلق حبكم لها، أن تقنعها بالكف عن ممارسة التفرقة العنصرية، وعن حروب الإبادة الجماعية التي تنفذها كل سنة، وأحياناً في السنة مرتين!

هل تعلم سيدي الرئيس وأنت بالتأكيد تعلم، أن بنيامين كلما وجد نفسه في مأزق سياسي أو انتخابي أو جنائي بحكم تعدد ملفاته، ضرب في المصلين، أو في شقق المدنيين، غير آبه بسقوط ضحايا من الأمهات والأطفال النائمين؟!

قل لها إن المشكلة، مشكلة القدس، ليست فقط في شعوب المنطقة، وإنما في شعوب أخرى بعيدة في الهند وباكستان وبنجلاديش وماليزيا وتركيا وأندونيسيا وكازاخستان والشيشان وتركمانستان وتتارستان وفي نيجيريا والصومال والسنغال وموريتانيا وفي كل مكان!.

قل لها إن هناك جنرالات وكتَّاباً صهاينة كباراً، يحذرون ليل نهار من زوالها بسبب ردة فعل العالم الإسلامي المحتملة في حال تعاظمت حدة الاعتداءات اليهودية على المسجد الأقصى.

قل لها إن عدد حاخامات «يهود لا صهاينة» يتكاثرون في بلادكم وحول العالم، وكلهم سئموا تصرفاتها وبدأوا يشيرون إلى إمكانية زوالها ككيان عنصري يولّد الشرور لليهود وللعرب والعالم!

قل لها أن تتوقف عن إحراج سيادتك، وأنت ممسك بملفات التفرقة العنصرية، والتعايش والحرية، والديمقراطية!، وكذا عن إحراج الدول الأوربية التي تضع في ميادينها نُصباً وتماثيل للحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وكذا دول المنطقة التي طبَّعت معها وطبطبت عليها!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store