Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

هل القبول في الجامعات هذا العام غير؟

A A
كتبت عدة مقالات سابقًا في صحيفة عكاظ عن السنة التحضيرية، وكنت من الذين يرفضونها تمامًا واعتبرها سنة مكررة ومضيعة للوقت وأنها ليست معيارًا تطمئن إليه النفوس في تسكين الطلاب والطالبات في الكليات وأفضت في شرح ذلك وبيان سلبياتها، والحمد لله اليوم أعلن وزير التعليم إلغاءها وترك للجامعات فترة من الزمن للتأقلم والانتقال إلى نظام الثلاثة فصول الدراسية دون الحاجة في بداية الدراسة للسنة التحضيرية، وبالتالي لابد أن تضع كل جامعة تصورًا للقبول فيها بما يتلاءم مع التوجه الجديد للدراسة.

بعض الجامعات لم تطبق نظام السنة التحضيرية وكان قبولها في الكليات وفقًا للمعايير الثلاثة الأساسية (درجة الثانوية، درجة اختبار القدرات، درجة اختبار التحصيلي) وهذا هو الصح والمفروض أن تسير عليه جميع الجامعات، فالدرجة الموزونة من المعايير الثلاثة هي العدل في القبول ويتقدم الطالب والطالبة لدخول الجامعة واختيار الكلية وفقًا لذلك دون أي شروط أخرى أو أي اعتبارات، ثم إذا دخل الجامعة يجرى له اختبار مستوى لغة إنجليزية ومن يحصل على درجة معينة يجتاز دراسة اللغة ومن لا يجتاز يدرس لغة انجليزية، فبالتالي تتاح الفرصة بالعدل لدخول الجامعات واختيار التخصصات وكل جامعة وفقًا لما حددته كل كلية في مجلسها تأخذ العدد المقرر والمطلوب، صحيح هناك كليات سيكون تدفق الطلاب والطالبات عليها كبيرًا لكن المنافسة وفق المعدل الموزون هي التي ستمنح القبول، وقد تلجأ بعض الجامعات إلى إنزال «عرض» للطلاب الموهوبين والمتميزين للالتحاق في الكلية الأكثر تنافسًا عليها، أقصد كلية الطب بهدف استقطابهم، وهذا في نظري خطأ كبير يجب أن تتخلى عنه الجامعات لعدة أمور منها: إن الطالب المتميز من خلال درجته الموزونة سوف يفرض نفسه وأنه دخل منافسة واستحق الدخول بالدرجة والرغبة لا بالعرض المغري دون الرغبة، وثانيًا: إن إغراءه للدخول في كلية الطب قد لا يحقق رغبته بقدر ما يحقق فرصة انتهازية فقط لكونه موهوبًا فيضطر للتحويل ويخسر الوقت وثالثًا: لا يحقق له الدخول في الجامعة التي يرغب فيها وقد تكون سمعتها أكثر حظًا من التي أغرته الدخول فيها ولذلك إن هذا العام كونه ليس هناك وضوح كبير لدى الجامعات فسيكون القبول غير كما أن الدراسة ونظامها لابد أن تكون مرحلة انتقالية لنظام الفصول الدراسية الجديد.

إن بعض الجامعات تفكر بتجزئة مسارات القبول إلى المسار الصحي والمسار العلمي والمسار الأدبي والإداري، وبعض الجامعات قد تجعل الالتحاق بالكليات مباشرة دون أي مسار سوى ما تشترطه كل كلية لوحدها واتمنى من أبنائي وبناتي خريجي وخريجات الثانوية المتابعة الدقيقة عبر مواقع الجامعات لمعرفة تاريخ التقديم والانتهاء للقبول ومعرفة الشروط لكل جامعة وكلية لأن الانضباط في فترة التقديم يساعد على الحصول على القبول ولأن القبول وفق الرغبات لم يعد متاحًا بصورة كبيرة للمنافسة فيعاني بالتالي الأهل والطلاب والطالبات من عناء القبول وفق التخصص المطلوب خاصة كلية الطب والتي سيكون المقال القادم بإذن الله عنها بعنوان «خريجو وخريجات الثانوية وكلية الطب».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store