Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

في الزمان الجديد لا يصلح إعمار غزة لهدمها من جديد!

A A
لا يمكن أن تكون زيارة الوزير أشكنازي للقاهرة في أول زيارة لوزير خارجية إسرائيل لمصر منذ 13 سنة، لتنشيط «عملية السلام المفترى عليه»، أو لاسترداد الأسرى الإسرائيليين لدى الفلسطينيين فقط! صحيح أنه أكد على حسابه الرسمي على موقع تويتر، أنه ذهب للتباحث حول الأوضاع في غزة، وأنه سيوغل في آليات التهدئة، ولاحظ معي هنا اختيار كلمة «نوغل» التي تنسجم تمامًا مع المنهج الصهيوني في الإيغال والتوغل، لكنه يخطئ كثيرًا إن لم يتأكد أن أرض مصر وشعبها يلفظه أكثر وأكثر منذ بدأت حرب الأحد عشر يومًا!

لقد تغير الزمان! الزمان الذي عاثوا فيه فسادًا، والذي يجعلون فيه دماء الأطفال امتدادًا! لقد عشنا حتى جاء الزمان الذي تنشر فيه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تغطية نادرة تحت عنوان «كانوا مجرد أطفال»، نشرت فيها صور وأسماء الأطفال الفلسطينيين الـ66 الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وقصة كل واحد منهم.

لقد جاء الزمان الذي تنشر فيه صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، على صفحتها الأولى، صور الأطفال الفلسطينيين وكتبت فوق الصورة «هذا ثمن الحرب»!

في ضوء ذلك، يصبح من قبيل الوهم الإسرائيلي أن يظن زعماء الحرب هناك، أن زيارة رئيس جهاز المخابرات المصري بسجلها الناصع في الصراع، جاءت فقط لبحث آلية توزيع المعونات وبناء الأبراج التي ستهدمها إسرائيل من جديد!

يصبح من الوهم الآن، أنهم سيظلون في عربدتهم «يوغلون: لا يوقفهم أحد.. ويسيئون للأقصى وللمهد.. للجمعة والأحد»!

الآن بتنا في زمان، لا يصلح معه الحديث عن تثبيت الهدنة فقط، وإعادة الإعمار فقط، وتبادل الأسرى فقط، حيث تسببت الحرب الأخيرة وعلى عكس ما تصورت إسرائيل في فرض واقع جديد، وتكوين رأي عالمي جديد يقول إنه لا بد من فرض حل الدولتين!

ومن الواضح أن بركة القدس، حلت على القضية، التي ما كان لأحد أن يتصور عودتها بهذه القوة وبهذا الزخم، منذ الاعتداء على المصلين وتلويث الحرم!

من ذا الذي كان يتصور أن دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية باتت حديث العالم كله، بمن فيه رعاة إسرائيل؟! من ذا الذي كان يتصور أن الرئيس الفلسطيني نفسه، والذي كاد العالم أن ينسى شكله، سيعود للواجهة بهذا الشكل! هذا على سبيل المثال لا الحصر!.

من ذا الذي كان يتصور أن مبادرة السلام العربية ستطرح نفسها على الطاولة بقوة، وأن الرباعية الدولية التي كانت مجرد ديكور لانتهاك الشرعية الدولية ستحيا من جديد؟!

هذا زمان جديد، لأطفال بعمر الزهور يسيرون خلف النعوش وهم يهتفون، ولوطن بحجم الدهور، بات كله ينطق بالغضب المستطير!.

لقد نجحت إسرائيل دون أن تدري، وهي تهدم الأبراج وتقتل الأطفال وتؤذي المصلين في ملء نفوس الفلسطينيين في الداخل والخارج باليقين، وفي اقتناع العالم أكثر وأكثر بأنها «توغل» في الكذب والبهتان المبين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store