Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

قرارات التعليم وحكاية ضياع أحلام شبابنا!!

A A
* عام 1423هـ صَرّح أحد مسؤولي وزارة التعليم (المعارف حينها) بأن المدارس الحكومية تحتاج معلمين لمقررات اللغة العربية لمدة عشر سنوات قَادمة؛ ذلك التصريح الْتَقَطَهُ الشَّبَاب؛ فَتَكَدّست بهم كليات وأقسام اللغة العربية بالجامعات؛ للوصول للوظيفة المنتظرة، مضت أربع سنوات فقط لِتُعْلِن المدارس اكتفاءها من معلمي اللغة العربية؛ ولتأتي (بطالة أولئك الشباب المتفاعلين مع ذاك التصريح)، والتي استمرت لعدة سنوات!

* تذكرتُ هذه الحكاية المؤلمة و(وزارة التعليم) تؤكد خلال مؤتمر الإعلان عن آلية التقويم الدراسي الجديد أنها في إطار تطويرها للمنظومة التعليمية في كافة مراحلها ومساراتها (تستهدف الاستغناء عن السنة التحضيرية في الجامعات)؛ فأنا وإن كنتُ أؤيد ذلك؛ ولكن لابد من وَقْفَة هنا!

* فـ(المسؤول) الذي أَقَرّها قبل دون دراسة حقيقية جادة ساهَم مِثل (مسؤول حكايتنا) في ضياع أحلام شباب تفوقوا في الدراسة الثانوية، وفي اختباري القياس والتحصيلي، ولكن تلك (السَّنَة) أَحْبَطَـت طموحاتهم في الكليات العلمية التي كانوا ينشدونها؛ أما مَن تجاوزوها فقد فقدوا سَنَة مِن أعمارهم وهم يكملون مسيرتهم التعليمية والوظيفية والحَيَاتِيّة، في حِيْن سيكسبها زملاؤهم الملتحقين بالجامعات في حال إلغائها، أيضًا ما صُرِف على (السَّنَة التحضيرية) من تجهيزات ومكافآت طلاب ورواتب لأعضاء هيئة التدريس أَهْدَر الملايين بل المليارات من ميزانيات الدولة دون فائدة أو ثمرة واضحة.

* أخيرًا التغيير بحثًا عن التطوير تبحث عنه الدول الكبرى في شتى المجالات، لكن لا أعتقد أنّ المتميز منها في ميدان التعليم كـ(كوريا الجنوبية، فنلندا، وسويسرا، والنرويج وسنغافورة واليابان) تفعل ذلك كلّ سنتين أو ثلاث؛ لأَنَّ القائمين على تعليمها خبراء في مختلف التخصصات يَقرَؤون الحاضر ويستشرفون جيدًا صفحات المستقبل، ونحن وإن كنّا نعذر (وزارة تعليمنا) في خطواتها التطويرية التي أعلنت عنها قبل أيام باعتبارها أتَت لمواكبة رؤية المملكة 2030م؛ فإنّنا نرجو أن يكون ذلك قد جاء بناءً على دراسات تفصيلية مُعَمّقة حتى لا تتكرر التجارب الضعيفة السابقة، وضحاياها مِن شبابنا؛ فَسَفِيْنة طموحات قيادتنا ووطننا وأبنائه في جَودة مخرجات التعليم من أجل تنميته المستدامة لا تحتمل أبدًا كثرة عَواصِف وأمواج التغييرات الّلحْظِيّة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store