تشديد عقوبات التسلل لكبح الجريمة وردع المتعاونين بالسجن والغرامة

تعكس العقوبات الصارمة الصادرة مؤخرًا ضد كل من يسهل دخول المتسللين إلى المملكة أو العمل على نقلهم أو توفير المأوى والمساعدة لهم، حجم الظاهرة وخطورتها على الأمن الاجتماعي للمواطن، ولم يكن مستغربًا أن تصل العقوبة إلى السجن من 5 إلى 15 سنة والغرامة مليون ريال ومصادرة السكن ووسيلة النقل المستخدمة في ظل زيادة عمليات التسلل وارتباط الكثير منها بشبكات تهريب. ولعل ما يفاقم الوضع نوعية المتسللين أنفسهم؛ إذ إنهم يكونون في الغالب،من المجرمين والخارجين على القانون في بلادهم؛ كما يرتبط ذلك بالجرائم الخطيرة التي يرتكبونها مثل، التجسس، وتهريب السلاح، وتصنيع المواد المخدرة، والقتل، والسرقة؛ مما ينعكس بالسلب على الأمن الوطني والصحي والاجتماعي والاقتصادي للمملكة. ورغم نجاح الأساليب التي تتبعها المملكة في الحد من ظاهرة التسلل؛ إلا المسؤولية لا تنحصر في القضاء عليها على أجهزة الدولة وحدها، بل تشمل المواطنين الذين يجب عليهم عدم التعاون مع المتسللين بنقلهم أو توفير العمل ووسيلة النقل لهم.

استشاري: المواطن مطالب بعدم مساعدة المتسللين

يقول الدكتور حامد الغامدي استشاري علم النفس: أغلب المتسللين من اليمنيين والأفارقة، وتتمثل خطورة التسلل في انتشار السرقات والأمراض المعدية والمخدرات.

وأشار إلى أن لجوء بعض المتسللين إلى التسول في الأماكن العامة والمساجد يدخل الخوف في قلوب الأهالي وخاصة في القرى الجنوبية في السراة أو الساحل، وطالب الجهات الأمنية بتكثيف الرقابة الحدودية لحمايتهم وحماية ممتلكاتهم من خطر المتسللين الذين ازدادوا مؤخرًا لاسيما وأن البعض قد يكون على علاقة بمليشيات الحوثي وقد جاءوا طلبًا لجمع المال. ويجب على المواطن الإبلاغ عن هؤلاء وعدم التعاطف معهم أو مساعدتهم بداعي الإنسانية.

دراسة: التسلل يرتبط بنسبة الأمية والدخل

أكدت دراسة علمية وجود ارتباط بين أعداد المتسللين وعدد من الخصائص الجغرافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية في بلدانهم، والمتمثلة في نسبة الأمية، ومعدل الدخل السنوي للفرد ومؤشر الاستقرار السياسي.

وأظهرت الدراسة التي أعدها أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز د.عبدالرزاق سليمان أبو داود وجود علاقة ارتباط عكسية قوية بين معدلات المتسللين عبر حدود المملكة وبين درجة الاستقرار السياسي في بلدانهم. وكلما زادت معدلات الدخل الفردي في بلدان المصدر انخفضت معدلات المتسللين من هذه البلدان عبر حدود المملكة.

3 طرق للتمويه خلال التسلل

يتخذ المتسللون مسارات وطرقًا عديدة لمحاولة المرور عبر الحدود ولا يحتاج تسللهم سوى قطع كيلوات قليلة مترجلين مشيًا عبر الحدود أو عن طريق الحمير.

ويساند تلك المحاولات توفر بعض ضعاف النفوس على طرفي الحدود لاستقبال وتوصيل المجهولين المتسللين إلى حيث يشاءون.

ويسعى المتسللون للاستفادة من المساكن في المناطق القريبة من الحدود، كما قد يتنكرون في ملابس نسائية، ولبس أحذية أسفنجية لا يظهر أثرها على الأرض، ولبس الحذاء بشكل مقلوب بحيث يظن من يرى الأثر أنه لشخص أو أشخاص خارجين من البلاد وليسوا داخلين إليها،

%40 تسللوا لعدة سنوات

يسعى بعض المواطنين إلى استغلال مجهولي الهوية للعمل لمصالحهم الشخصية، ويعمل المتسللون في الزراعة والرعي والبناء والكهرباء والسباكة والنجارة والحدادة وكثير من الأعمال اليدوية بمبالغ زهيدة.

وينتشر المتسللون بكثرة في الأسواق وفي حلقات الخضار ويعملون في بيع الأسماك والفواكه والخضار، وبحسب الدراسة التي أعدها الباحث الاجتماعي والناشط في مجال التسلل والمجهولين بمنطقة جازان د.طاهر بن شيبان عريشي على عينة شملت 203 من مجهولي الهوية اتضح أن نسبة ممن نجحوا في التسلل من مجهولي الهوية وصلت إلى 59 % عملوا داخل الأراضي السعودية من سنة إلى خمس سنوات فيما أظهرت الدراسة نفسها أن 40%

منهم وجدوا أكثر من خمس سنوات.

ويسكن غالبية المتسللين في العراء كما يتعاون مواطنون في إيوائهم في بعض العزب المؤجرة مقابل أجر شهري بسيط، كما يسكن بعض المجهولين المتسللين أيضًا في المقابر ومحال العمل التي يوفرها لهم أرباب العمل، بالإضافة إلى الأودية والأسواق.

دعا المحامي علي الشريف إلى التعامل بأهمية بالغة وبحذر شديد مع موضوع التسلل لما قد يترتب عليه في حال وجودهم من جرائم قتل وسرقة وغسيل للأموال، وقد يتعدى ذلك إلى أمن الوطن الذي نعتبره خطًا أحمر لا نسمح بتجاوزه، وأشار إلى أن المتسللين والمجهولين بشكل عام يستغلون طيبة الشعب وحرصه على مساعدة الآخرين ويشكلون خطرًا على البلاد على كافة المستويات، ولفت إلى وجودهم عند إشارات المرور بكثرة بل وعند المولات وأبواب المساجد وقد يكونون أعوانًا لأعداء المملكة ويجب على رجال الأمن والمواطنين السعي لمحاولة اجتثاثهم أو الحصول على رخصة إقامة نظامية، وطالب الجهات العليا بتكوين لجان برئاسة إمارات المناطق والجهات الأمنية المختصة لترحيل جميع العمالة مجهولة الهوية وعلى المواطنين عدم الانجراف في المساعدة إلا لمن علموا حاجته وذلك من خلال الجمعيات المنظمة والمعتمدة من الجهات المختصة. من جهته قال المواطن عبدالله الكناني: مكافحة التسلل تحتاج إلى تكاتف من جميع المواطنين لأنهم هم الأساس في نقل وإيواء ومساعدة المتسلل في الحصول على العمل، ولذلك لاب د من استشعار المسؤولية والإبلاغ الفوري عن المخالفات ونشر التوعية بخطورة المتسللين. وأشار إلى ان المتسللات أو الهاربات من النساء يعملن في الكثير من المنازل مما يعرقل الوصول لهن، وللقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة يجب على وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية العمل على فتح المزيد من فرص الاستقدام أمام العمالة المنزلية من مختلف الدول.

محامٍ: المتسللون يهددون أمن الوطن

ضبط 10 آلاف مهرب مخدرات ومتسلل في 9 شهور

كشفت بيانات حديثة صادرة من المديرية العامة لحرس الحدود أن إجمالي المهربين والمتسللين الذين تم ضبطهم في عسير، جازان، نجران، الجوف» بلغ عددهم 9776 شخصًا، منهم 1055 مهربًا و8721 متسللًا، في 9 شهور من العام الهجري الماضي. وبحسب البيانات، بلغت المضبوطات 11647 كيلوجرامًا من الحشيش المخدر، و235440 كيلوجرامًا من مادة القات إضافة إلى 342025 حبة كبتاجون بمنطقة الجوف، وضبطت النسبة الأعلى من الحشيش بشهر رمضان. ووفقًا للبيانات استحوذت الجنسيتان الإثيوبية واليمنية على نسبة 84.5% من إجمالي المهربين إذ بلغ الإثيوبيون 447 مهربًا، و445 من الجنسية اليمنية، ثم 115 سعوديًا و35 صوماليًا ومهربون لكل من الجنسية الأردنية والإرتيرية، أما بقية المهربين من مجهولي الهوية فعددهم 9 مهربين، بينما بلغ عدد المتسللين الذين حاولوا الدخول إلى المملكة 8690 متسللاً، منهم 8095 من الجنسية الإثيوبية، و551 من الجنسية اليمنية، 25 صوماليًا، وشخصان من الجنسية السورية، و17 مجهولي الجنسية، أما المتسللون الذين حاولوا الخروج بلغ عددهم 31 متسللاً منهم 24 يمنيًا، و5 إثيوبيين، وشخصان سعوديا الجنسية.

العقوبات الأخيرة ضد التسلل

أولا: يعاقب كل من يسهل دخول المتسلل للمملكة أو نقله داخلها أو وفر له المأوى أو قدم له أي مساعدة أو خدمة بأي شكل من الأشكال -مع علمه بذلك- بواحدة أو أكثر من العقوبات الآتية: