Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

أين الشاب السعودي عن هذه المهنة؟

A A
أستغرب عندما أرى الشاب السعودي نائياً بنفسه عن العمل في مهنة «البنشري»، خصوصاً حامل شهادة الثانوية العامّة ولم يكمل تعليمه الجامعي!.

ألم يعلم بأنّ مهنة «البنشري» مُمْتِعَة ومُفعمة بالنشاط والديناميكية؟ وكان من الخطأ تسميتها بالبنشري لأنّ البنشري ـنظرياًـ هو المتعامل مع إطارات السيّارات فقط، بينما هو ـ فعلياًـ في سُوقِنا المحلية مُساعِد مهندس سيّارات، لأنّه يتعامل كذلك مع تغيير الزيوت وأعمال أخرى ميكانيكية وكهربائية!.

ومعروف عن الشاب السعودي حبّه للسيّارات، ومن يحبّها فعليه الإحاطة بتقنياتها من الـ «أ» للـ «ياء»، ومعاملتها مثل شريكة العمر ورفيقة الحياة!.

وقد يخفى على الشاب السعودي أنّ مآل الانخراط في مهنة البنشري هو الربح المالي الوفير، وأنّه رِبْح يعادل أرباح وظائف مكتبية لبضعة جامعيين إن لم يكن يتفوّق عليها، وأنّها مهنة مُحصّنة دائماً ضدّ موجات الركود التجاري، وكأنّها مهن الطبّ والصيدلة والعمل في التموين الغذائي، فالسيّارات لدينا كثيرة مثل الرُزّ، وشوارعنا مليئة بالمسامير والمطبّات والحُفر التي تضمن حصول البناشر والأعطاب في إطاراتها ومعدّات زيوتها، وتضمن وجود الزبائن في حضرة البنشري، فضلاً عن تغيير الزيوت والفلاتر والإصلاحات البسيطة الخاصّة بميكانيكا وكهرباء السيّارات، ممّا يحتاجها النّاس ولا يستغنون عنها البتّة!.

وفي الإمارات اقتحمت امرأة إماراتية مجال هذه المهنة، وهاتفها وليّ عهد أبو ظبي الشيخ محمّد بن زايد لتشجيعها، والرجل أوْلى من المرأة بالعمل في هذه المهنة، وليته يكون سعودياً، وأذكر ما قاله لي الشيخ عبدالمحسن الحكير في مكالمة هاتفية عن ضرورة امتطاء الشاب السعودي لصهوة المهن اليدوية وعدم الركون للأعمال المكتبية التي قد لا تُسْمِنُ ولا تُغْنِي من جوع، وقد ضرب لي مثلاً بأجانب يُستقدمُون للعمل لدينا في وظائف مكتبية برواتب ضئيلة ثمّ يغزون حقل المهن اليدوية فتُمْطِرُ عليهم السماءُ وابلاً غزيراً من الذهب والفضّة، فضلاً عمّا يكتسبه المهني اليدوي من قوّة جسدية ورجولة وشهامة خلال مزاولته للمهن!.

ليت الشاب السعودي يفرض نفسه بسرعة وجدارة على خارطة هذه المهنة النبيلة، ولو فعل لتوفّرت عشرات الآلاف من الوظائف لأبنائنا في كلّ شارع وحيّ وقرية ومدينة ومنطقة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store