Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

أنا وأمّ محمّد وأمّ عبدالله وأمّ يوسف!!

A A
هل هو تسوّل تقليدي من نساء سعوديات؟ أم تسوّل من نساء أجنبيات قد أجدْن التستّر تحت غطاء السعوديات؟ أم أنّ الأمر مُجرّد نصْب نسائي باسم الحاجة سواءً من السعوديات أو من الأجنبيات؟ هذه أسئلة دارت في نفسي بعد هاتيْن القصّتيْن اللتيْن حصلتا لي خلال الأسبوع الفائت، ويا لها من قصّتيْن!.

القصّة الأولى حصلت عندما أتتني مكالمة من رقم هاتف جوّال مجهول، فإذا المُتّصِلة تُعرُّف عن نفسها بأنّها أمّ محمّد من طرف أمّ عبدالله التي أخبرتها أنّني من أهل الخير، وأنّني أستطيع مساعدتها على تسديد باقي مبلغ إيجار بيتها، فإنْ تكرّمْتُ بالموافقة -هكذا قالت حرفياً- فسوف تُرسِلُ لي رقم حسابها البنكي لتحويل المبلغ إليها، والحمد لله أنّ ذاكرتي لم يُصِبْها الزهايمر، إذ لا أعرف أمّ محمّد ولا أمّ عبدالله، سواءً معرفةً مُباشِرة أو غير مُباشِرة، ولهذا اعتذرْتُ لأمّ محمّد ثلاث مرّات عن عدم تذكّري لها ولأمّ عبدالله، وعدم ارتقائي بامتياز لمرتبة أهل الخير، وعدم توفّر المبلغ في حسابي البنكي، وهكذا انتهت القصّة الأولى!.

أمّا القصّة الثانية فقد كُنْتُ خارجاً من إحدى العيادات، لتقابلني امرأة عرّفت عن نفسها بأنّها أمّ يوسف، وأنّها تحتاج لمبلغ مالي عاجل لعلاج ابنتها، فلمّا اعتذرْتُ لها بأنّني لا أحمل نقداً أشارت لي لماكينة صرف آلي تبعد عنّا عشرات الأمتار وأنّ بإمكانها الذهاب معي إليها لسحب المبلغ، فزادني ذلك إصراراً على الاعتذار واستنكاراً لطريقة طلبها التي أقلّ ما يُقال عنها بأنّها وقِحة وجريئة!.

وأعود إلى أسئلتي، وأجيب عليها بأنّ مجتمعنا يعايش ظاهرة مُقلِقة هي تفنّن ثُلّة من النساء في التسوّل أو في النصْب، ومن يعلم حقيقة تسوّلهنّ وصِدْق حاجتهنّ أو احتمالية نصْبهنّ هو الله وحده، فإنّ كُنّ أجنبيّات فتلك مصيبة إذ صار مجتمعنا مسرحاً لهنّ له كواليس ولا تُغلَقُ له ستارة، عبر الهاتف وأمام المرافق العامة وداخل الأسواق، إلخ، وإن كُنّ سعوديات فالمصيبة أعظم لأنّ ما لا أرضاه من الأجنبيات مرّة لا أرضاه من نساء بلدي عشر مرّات، ويبقى أن يعالج مجتمعنا، أفراداً وجهات، هذه الظاهرة غير الحضارية بالرفق بالقوارير تارة وبالحزم تارات أخرى، مع دراسة أسبابها للوقاية منها التي هي خير من العلاج.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store