Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

أوسلو أقرت (أ) و(ب).. و(ج) مهمة الناعقين في مزاد فلسطين!

إضاءة

A A
فيما يشبه المزاد تسابق لصوص الأراضي والسماسرة، في إظهار أيهم أكثر توحشاً وتوغلاً ونهشاً في أراضي فلسطين! ولأن المنطقتين «أ» و»ب» معروفتان، بل ومحددتان في اتفاقية أوسلو، حيث المنطقة (أ) وتقع تحت السيطرة الفلسطينية الحصرية، والمنطقة (ب) وتقع تحت الإدارة الفلسطينية والسيطرة الأمنية الإسرائيلية، فقد باتت المنطقة (ج) محوراً للمزايدة!

لقد وضعت اتفاقيات أوسلو قبل نحو 30 عاماً 60 بالمئة من الأراضي المحتلة في المنطقة (ج) على أساس أن تكون جزءاً من الدولة الفلسطينية «فيما بعد» قبل أن يفتح الرئيس الأمريكي السابق ترامب المزاد، مفسحاً المجال أمام نتنياهو للتصرف كما يشاء! ولم يتأخر الأخير كاشفاً عن إستراتيجيته المتعلقة بضم ثلث أراضي الضفة الغربية الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

وتضم المنطقة (ج) لمن لا يعرف كتلاً ضخمة من المستوطنات، إضافة الى وادي غور الأردن، وهي كلها أراضٍ زراعية خصبة، وتمثل 30 بالمئة من إجمالي مساحة الضفة الغربية المحتلة، وهو ما كان يعني انتفاء حل الدولتين عملياً! حيث لن يتبقى من الأراضي الفلسطينية المغتصبة ما يكفي لبناء دولة متصلة وقابلة للحياة!

ولأنه مزاد حقيقي، فقد أراد نتنياهو أن يتفوق على كل من سبقوه، بمن فيهم ليفي أشكول وما فعله في القدس الشرقية عقب النكسة، ومناحم بيجين عما اقترفه في الجولان عام 1981 وأريل شارون الملقب برائد الاستيطان!

وفي سبيل ذلك، بدأ نتنياهو في ترديد أو تمرير مقولات استخدمتها كل وكالات الأنباء العالمية، من قبيل أن «يهودا والسامرة» التي هي قلب الضفة الغربية، أرض متنازع عليها ولن تتنازل عنها إسرائيل!

ولأن منافسي نتنياهو وفي مقدمتهم نفتالي بينيت الذي جاء رئيساً لحكومة الاستيطان الجديدة، يدرك أن كلمة السر في كسب تعاطف المتشددين الصهاينة، والذين هم الآن أغلبية سكان فلسطين المحتلة» هي «المنطقة ج» فقد مضى على نفس الوتيرة، أو على نفس الصياح أثناء المزاد!، إنه المزاد على أرض فلسطين الذي تم نصبه في مؤامرة نصب عالمية منذ عام 1967!

لقد بات الحرف (ج) عنواناً ثابتاً للمشتركين في المزاد الإسرائيلي من كافة الأحزاب.. فاذا كان نتنياهو يمثل اليمين، فإن بينيت يمثل «البيت اليهودي»، وايدلشتاين يمثل حزب الليكود، وإذا بحثت في أصول هؤلاء الثلاثة ستجدها بولندية وأوكرانية وأمريكية!

وفي المزاد ستجد أيضاً موشيه فيغلين وهو من الجناح اليميني في الليكود والذي جاء مهاجراً ومقترحاً منح كل أسرة فلسطينية نصف مليون دولار مقابل تشجيعها على الهجرة من أراضيها!.

خارج المزاد، ومن بعيد ستجد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الراعي الرسمي لإسرائيل، يقول، إن الولايات المتحدة تعارض أي خطوات تهدد حل الدولتين بما في ذلك النشاط الاستيطاني، وستجد بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا المانحة الرسمية لإسرائيل يؤكد رفضه لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة!.

لقد تغيرت الولايات المتحدة، كما تغيرت بريطانيا، وتغير العالم كله، باستثناء هؤلاء الصائحين في مزاد فلسطين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store