Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دم جليدي بجبال الألب

A A
تشهد مرتفعات سلسلة جبال الألب التي تشق عدة بلدان أوروبية منها فرنسا ثلوجا كثيفة على مدار السنة، لكن التغير المناخي بدأ في تغيير ملامح الفصول وأدى إلى ارتفاع درجة الحرارة التي تؤثر سلبا على المناطق الجليدية.

ويتغير لون الثلج الأبيض الناصع إلى ألوان أخرى، مثل الأحمر القاني والبرتقالي والوردي. ويطلق السكان المحليون على هذه الظاهرة "sang de glacier" أو "الدم الجليدي". ويدرس باحثون هذه الظاهرة التي ينسبونها إلى تكاثر الطحالب، غير المرئية في العادة، في جبال الألب في السنوات الأخيرة. وبدأوا في إجراء بحوث لفهم أنواع هذا النوع من النباتات وكيفية بقائها على قيد الحياة وتأثيرها على مجرى الطبيعة "الطبيعي".

وقالت مؤلفة الدراسة أديلين ستيوارت، التي تعمل عليها كطالبة دكتوراه في جامعة غرونوبل ألب في فرنسا، إن البكتيريا الصغيرة، لكن ذات تأثير قوي، تعتبر أساس جميع النظم البيئية. وتضيف ستيوارت أن الطحالب تنتج كمية كبيرة من الأكسجين في العالم وتشكل قوام معظم الشبكات الغذائية. لكن تكاثرها بشكل مفرط يخل بتوازن الطبيعة ويمكن أن يسبب هذا اللون الأحمر "السام" أو "دماء الأنهار الجليدية المقلقة". وقال إريك ماريشال، رئيس مختبر فسيولوجيا النبات في جامعة غرونوبل ألب، إن على الباحثين في معاهد جبال الألب الانتباه إلى أنواع الطحالب التي تنمو بجوارهم والتركيز على دراستها وفهمها.

ومن بين الخطوات التي قام بها الباحثون إجراء إحصاء في أجزاء من المواضع الفرنسية التي تشقها جبال الألب لمعرفة ما ينمو فيها. كما أخذوا عينات من التربة من خمس قمم وبحثوا عن الحمض النووي لهذه النباتات. وقد خلصت دراستهم إلى اكتشاف نوع رئيسي واحد، اسمه "سانغينا"، ينمو فقط على ارتفاع 6500 قدم من سطح البحر.

ويقول تقرير نشرته نيويورك تايمز إن أرسطو لاحظ سابقا أن الثلج تنمو بداخله ديدان حمراء مشعرة وقد قوبلت ملاحظته بالتكذيب وعدم الاكتراث. ويذكر التقرير أن الإنسان يمكن أن يكون أحد العوامل المسببة لهذه الظاهرة ويؤدي إلى تكاثرها أيضا. فبالإضافة إلى تقلب أحوال الطقس وارتفاع درجات الحرارة، يلعب تدفق المغذيات القادمة من الجريان السطحي للزراعة والصرف الصحي دورا هاما في تكاثر الطحالب في المحيطات والمياه العذبة، وحتى الجبال الجليدية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store