Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

السموم لا تنفذ من الأقدام!

A A
يعمد بعض من يظهر نفسه انه طبيب أو قد يكون طبيبًا وتحول إلى معالج شعبي إلى تبني أفكار علاجية غير موثقة علميًا ولا طبيًا، وهذا النوع من أخطر أنواع الأطباء على المرضى، فبالإضافة إلى ما يقدمه من وصف علاجي مبني على الدجل يتسبب في تدهور حالة المريض الصحية، وقد نبهت عن هذا النوع من المعالجين في مقالات سابقة خاصة الذين يستخدمون الكي في علاج الجلطات وذلك في مقالة تحت عنوان «عندما يتحول الكي إلى شعوذة طبية» يمكن الرجوع إليها للأهمية وللتفصيل من الناحية الطبية والشرعية، واليوم أنبه إلى نوع جديد من الدجل الطبي وهو نشر وصفات شعبية تفتقر إلى الحد الأدنى من الصحة وهي كثيرة ولعلي أظهر منها ما انتشر مؤخرًا مما له علاقة بالتخلص من السموم يشرحها طبيب أو ما يشبه الطبيب وهي وصفة يدعي المعالج فيها أنه يمكن إزالة سموم الجسم من الأقدام بتركيبة ماء يحتوي على ملح وخل ووضع القدمين فيها ويدعي أن السموم تخرج بعد تحول لون الماء إلى الأصفر ثم الأسود، وهذا غير صحيح علميًا ولو عمد إلى وضع الملح والخل دون الأقدام لأعطته نفس النتيجة من تحول اللون إلى الأصفر ثم الأسود للتفاعل الذي يتم بين الملح والخل ناهيك عن أن السموم أصلاً مكان تواجدها وتخزينها في الأعضاء الداخلية مثل الكبد والطحال الذي يعتبر مقبرة السموم وليس في الأقدام كما أن الجلد خاصة الأقدام طبقة جلدها سميكة فكيف تخرج السموم منها، وهكذا نجد أن انتشار الوصفات العلاجية الشعبية تدمر حياة الناس والمرضى، وكان لي زميل مهندس طبق وصفة علاجية شعبية لعلاج السكر متوهمًا من كثر ما سمع عنها أنها دواء سحري للتخلص من داء السكري الذي أتعبه وقد حذرته يومها إلا أنه انصاع لاستخدامها قائلاً نجرب إذا تعافينا وإلا ما يضرنا شيء، وفعلا جربها فإذا الوصفة العلاجية سببت له فشلاً كلويًا حادًا مع بقاء داء السكري بل ساء حاله مع السكر أكثر.
ومن هنا أتمنى أن يكون هناك تشريع عقوبة لمن ينشر أي شيء طبي أو وصفات طبية غير موثقة خاصة في الوتس اب حفاظًا على أرواح الناس وصحتهم وتشمل العقوبة من نشرها والمشرف على القروب لأن هناك تدهورًا كبيرًا لصحة المرضى سببه هذا النوع من الرسائل، صحيح أن المريض يجب أن يكون بصيرًا على نفسه خاصة أصحاب الأمراض المزمنة حيث يتعلق صاحبها بأي شيء للتجربة وبحثًا عن الشفاء كما أن على وزارة الصحة ملاحقة أشباه الأطباء الذين يعيثون فسادًا وعبثًا في صحة الناس من خلال نشر ما ليس موثق طبيًا، واتذكر عندما كنا نكتب عن الرقاة الدجالين الذين كانوا يستخدمون القرآن الكريم كمصدر رزق لهم حتى تمكنت الجهات الرسمية من إزالتهم ودجلهم من خريطة الوجود فأتمنى من الجهات الرسمية طبيًا وإعلاميًا وقانونيًا ملاحقة مصادر من ينشر كل شيء طبي غير موثق كما في حالة الخلايا الجذعية التي كتبت عنها مقالا ًبعنوان «متاجرو الخلايا الجذعية» وبناء على طلب العديد من القراء الكتابة عن هذا الموضوع والتنبيه عليه كان هذا المقال خاصة القارئ الكريم المهندس محمد حفظي الذي افتخر بمواصلة قراءته لمقالاتي والتعليق عليها وحفظنا الله جميعًا من كل داء ووباء وبلاء.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store