Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

وصية أبي!!

وعند جهينة

A A
كان أبي -يرحمه الله- رجلا حكيما وذا بعد نظر في أسلوب التربية للمستقبل، وللحفاظ على كيان الأسرة، وربما كان لديه إحساس بأن مستقبل العلاقات الأسرية يحتاج إلى توخي الحذر من متقلبات هذا الزمن.

كان يرفض أن يترك إخوتي أولادهم وبناتهم للنوم عنده عندما يغادرون لبيوتهم ولو كان آخر الليل.

كانت له نظرة أن تَعّود الأبناء أو البنات للنوم خارج نطاق والديهم ولو كان في بيت جدهم سيكون مؤثرا عليهم في المستقبل بعدم الاستقرار والاتكال والتعود على المبيت خارج البيت، مما يعطي للتفكك الأسري طريقًا وربما لضعاف النفوس في استغلال هذا الانفكاك في ما لا يحمد عقباه.

وأيضًا يساعد في عدم اهتمام الأبناء والبنات بقيمة بيت الأسرة وحمايتهم من بعض العادات غير المحببة بمحيط الأسرة..

هذا كان قبل أكثر من أربعين عامًا عندما كانت الحياة بسيطة وقبل وسائل التواصل الاجتماعي وقبل.. وقبل!!!

فماذا يحدث اليوم.. اللا ممكن أصبح ممكنًا، حتى الأمهات اللاتي هن مدارس الحياة أصبحنا أمهات بمدارس مفتوحة وفصول مشرعة للقريب والبعيد!

المدرسة الفاضلة أصبحت عملة نادرة في هذا الزمن..

أصبح البعض يشير إلى الأم أنها مدرسة قديمة عندما تحرص على الأخلاق الفاضلة وتجاهد في سبيل الحفاظ على بناتها وأولادها، بل إن البعض يتهكم ويقول (دقة قديمة)!

في النهايه نقول احرصوا على الأم الصالحة للحفاظ على بيوتكم.

****

الحرية وحقوق الإنسان لا تعني أن نخلع عباءة الحياء من مجتمعنا ولا يعني ذلك أن نؤيد كل تصرف ولو كان بسيطًا وخارجًا عن تعاليم الدين والمجتمع، فالأشياء البسيطة هي مفتاح الانفتاح على أمور عظيمة نراها اليوم بسيطة بسبب التفكك الأسري الذي أصبح موجودًا مع الأسف في بعض عوائل المجتمع حتى من كان مضربًا للأخلاق الفاضلة.. ماذا حدث؟!

عندما يترك الرجل مسؤولياته تجاه أسرته لست البيت خصوصًا عندما لا تكون في قمة اتزانها ويترك لها الجمل بما حمل بدعوى إراحة دماغه فإن هذا الدماغ سينكسر حتمًا ويصبح الكل بدون دماغ يحوي تصرفاتهم!!

****

* خاتمة:

رحمك الله يا أبي.. الآن نريد الأحفاد أن يناموا في بيوت أجدادهم، ولا نعرف من في بيت خالته أو عمته.. إنه التفكك الأسري ياسادة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store