Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

النيل ليس خيال مآتة سيشير على من يريد إصابة مصر بالدوار!

اضاءة

A A
قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق: إن بلادها تلقت طعنة في الظهر من جانب إثيوبيا خلال الملء الأول للسد، فماذا يا سيدة مريم عن الملء الثاني؟! وماذا عن التصريحات المنهمرة عن جنة السد وفوائده الجمة؟! وهل بالفعل نحن كلنا وأهلنا في السودان نمضي في مركب واحد، وتحت شراع واحد؟! أم أن النيل شأن سوداني محض.. وشأن مصري محض؟!

حاشى لله أن أشكك في نوايا هذا الطرف أو ذاك، أو أن أحبط في همم الطرفين اللذين ينافحان حتى الآن عن الحق التاريخي بل السماوي في مياه النهر!

والحق أنني حاولت ومازلت أن أنأى بنفسي بل وبغيري ما استطعت عن السقوط في الوحل! لكنني بين الحين والآخر، وكلما استأذنت من سيدي النيل، سمعت وقرأت من يخوضون في مياه الكذب والتضليل!

استيقظت صباحًا على مقال طويل، يقترب ربما من طول النيل، يحذر فيه الكاتب الفحل من شيء لا يذكره، بل لا يعرفه، وينبه لحقيقة لا يكشف عنها، ويقول في نهايته.. هذا هو الحل! والعحيب أن مفكرًا أكاديميًا مهمومًا مثلنا بالنيل، بحجم ممدوح حمزة، يمضي وراءه مهللًا أو مروجًا، ومرحبًا بكل حرف جاء في المقال، وكل أداة نصب أو جر وكل همزة، دون أن يعرف أحد ما الذي يريد، فيما يردد بعضهم: الله أكبر!

راجعت المقال مرة واثنتين وثلاثا، شاكًا في قدراتي الإدراكية، قبل أن تنهمر التعليقات المستفسرة بل والمستهجنة، دون جدوى!

على أن السؤال الذي يفرض نفسه بشدة الآن ماذا لو أن النهر تكلم؟!

يقينًا سيكتشف العالم، من الذين يصبون حقدهم على مصر في النيل، وكل من يغسلون سمعتهم في مياهه، وكل من يدارون فشلهم على ضفافه! وكل من يجاهرون بشماتتهم من قريب أو بعيد، وكل من يريدون الأذى للشعوب! يقينا لو أنه تحرك، سينشب أظافره كالصقر في وجه كل من يريد السوء بمصر!

لو أنه تكلم! سينادي بالاسم على كل الذين يروجون للرضا بالذل والعطش والاستكانة، وكل من يختبؤون خلف ستائر الخيانة!

لو أنه أشار، سيعرف العالم كله، من الذي يريد أن يشعل في الوادي النار! ومن الذي يريد من بلاد أن يصيب مصر بالدوار، ومن يغرقها في الهم بالليل والنهار، وكل من سولت له نفسه العبث بمياهه من التجار .. ومن السماسرة، ومن الفجار!

ولينتبه كل أولئك وهؤلاء، فالنيل ليس خيال مآتة! إنه يراقب كل تصرف وكل حركة من حركات المارين والعابرين! ألا ترى معي أنه مازال ينظر بود بالغ للمخلصين من أبنائه ومن عشاقه، ومن الصادقين؟!

أيها السادة! النيل ليس خيال مآتة، إنه يراقب كل من مر بسلام وعبر، وكل من غامر وقامر وتاجر! إنه يسجل أولا بأول كل تفكير مريض وكل ما خطر بعقل لئيم ويخطر.. إنه ينقي ويفرز كل من يريد لمصر الخير والنور، ويبهر! انه يعرف تمامًا من غرق في التآمر ضده أو حتى ابتل! وكل من عرف وصمت وجفف دمعه في منديل الظل!

ولتطمئن مصر المعمورة! ستسقط كل خيول القهر المستأجرة والمأجورة، يقينا ستهوي فوق أعلافها، وفوق عالفيها مهما اختبأوا خلف الصورة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store