Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

مُولاتنا.. ما لها؟ وما عليها؟

A A
لا شكّ أنّ مُولَاتنا التجارية قد بلغت شأناً عظيماً، وهي بحقّ وحقيق ودون أيّ مجاملة تُضاهي أرقى المُولَات حول العالم، بل وربّما تتفوّق عليها، سواء في جودة التصميم المعماري، أو سعة المساحة، أو الجمال البصري، أو شمولية التسوّق فيها، أو الخدمات اللوجستية التي تقدّمها لمرتاديها من مواقف سيّارات كثيرة، مكشوفة ومُغطّاة، ووسائل راحة وترفيه وتسلية، حتّى أصبحت شبه مُدن تحتاج لأيام للاستكشاف والاسترخاء والاستمتاع، فضلاً عن مساهمتها في توظيف الآلاف من الشباب والشابّات السعوديين وحلّ جزء من مشكلة البطالة العويصة. وهذا بعض ما لها، لكن هل هناك ما عليها؟. أعتقد أنّه يوجد ما هو عليها، وهو يُقلِّل من مردودها الاقتصادي الإيجابي العام على الوطن، وهذه وجهة نظري الخاصّة، وأتمنّى أن أكون مُخطئاً في ذلك خطأً مُبيناً، وهو احتكارها من قبل شركات كُبْرى وقليلة العدد، ممّا تملك وكالات ماركات وأسماء عالمية، وتستطيع بما أوتيت من إمكانيات مالية ضخمة أن تستأجر محلّات المُولات الكبيرة وأكشاكها الواقعة في الممرّات، ولا تتواجد في مُول واحد فقط بل تقريباً في كلّ مُول، حتّى أصبحت التجارة دُولة بين هذه الشركات الغنية القليلة، وقد تكون الشركات المُستغِلَّة لمحلّات المُولات وأكشاكها هي نفسها الشركات المالكة للمُولات!. وبهذا يبدو من المستحيل أن يستثمر صغار التُجّار ومتوسّطيهم في المُولات، وليس لهم ساحة استثمار إلّا محلّات الأسواق العادية أو محلّات الشوارع، بينما هم يمثّلون السواد الأعظم من عدد التُجّار، وإمكانية منافستهم للشركات باتت شبه معدومة،، وهم مثل البيضة التي لا يمكن أن «تُداقش» حجراً وإلّا تهشّمت وصارت حُطاماً تذروه الرياح، ولعلّ هذا هو أحد أسباب الغلاء في كلّ مواد ونشاطات التجارة، وتأثير الغلاء يمسّ المُستهلِك في كلّ مكان، وهو من المشكلات التي تستلزم الحلول بأسرع وقت. مرّة أخرى، هذا هو ما على المُولات، وأتمنّى تحويله ليكون لها وليس عليها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store