Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

رئيسهم مو رئيسي!!

A A
تولّدت لديّ إشكالية كبيرة حول ألقاب بعض المُعمّمين الإيرانيين، ولم يعُد بِوُسْعي التعايش معها، أو التعامل معها بأريحية، رغم أنّني أبدو بذلك كمن يكترث بصغائر الأمور، لكن من يتأمّل سيرة أولئك الساسة والمُعمّمين المليئة بالغلّ تجاه دولنا العربية، والسعي للتوسّع والتغوّل الفارسي، وزرع وكلائها الإرهابيين فيها، والسعي لتفجير المنطقة ووضعها على برميل غير مختوم من البارود بالصناعة المُحتملة للقنبلة النووية، سيشعر حتماً بنفس شعوري فيما لو كان مُنصِفاً ولكلمة الحقّ هو من القائلين!.

والإشكالية تكمن في حرف الياء الذي يأتي في قعْر حروف لقب هؤلاء المُعمّمين، مع احترامي الشديد لحرف الياء، فلا يغضبنّ عليّ ولا يعاتبني، ومع عدم احترامي الشديد بل والأشدّ للمُعمّمين!.

وكمثال أوّل: لقب الرئيس الإيراني الحالي الذي سيغادر منصبه قريباً بسبب انتخاب رئيس آخر، وأقصد «روحاني»، فحرف الياء أضاف بُعْداً آخراً لكلمة «روحان» التي معناها روح مزدوجة، وهي ليست روحاً خيرية، بوجهها الظاهر وقفاها الباطن، فالضحايا الأبرياء من أهل السُنّة وكذلك من الشيعة غير الطائفيين ممّن سقطوا في العراق وسوريا ولبنان واليمن جرّاء طائفية المُعمّمين يشهدون بذلك، وهو رئيس مُطيع للكاهن خامنئي الذي يُنفّذ مخططاً كارثياً للمنطقة، ومع إضافة حرف الياء إلى لقبه صار «روحاني» أي مُفعماً بالسكينة والطمأنينة، فعجبي!.

وكمثال ثاني: لقب الرئيس المنتخب «رئيسي»، ولو كان «رئيس» فقط فيمكنني هضمه، وهو رئيس للعنف، ورئيس لجان إعدام شرسة طالت أبرياء بأوامر مباشرة من خامنئي، وليس هذا قولي بل قول منظّمات العفو وحقوق الإنسان الدولية، يعني هو مجرم وإرهابي مطلوب للعدالة، ومع إضافة حرف الياء إلى لقبه فكان الله في عون من يتحدّث عنه من العرب غير المُوالين لإيران، إذ سيلفظ لقبه وكأنّه رئيسٌ له، والأفضل عند التحدّث عنه أن يقول «رئيسهم» قاصداً الإيرانيين ووكلائهم، وهذا من الإنصاف اللغوي، والعدل الخطابي، وضمير الغائب الذي يضع النقاط على حروف الألقاب صادحاً بحقيقتها، ومُزيحاً للقناع عن شرور المُعمّمين المتوارية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store