Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

بنت «18» خارج المنزل!

A A
عندما كنت في نوتنجهام كانت هناك بنت عمرها ١٨ سنة تغسل سيارتي في مكان غسيل السيارات، وكانت غاية في الجمال، تضع ابنها الرضيع في العربة جانبًا وتؤدي عملها بإخلاص، وصراحة غسيلها لا يصل إلى مستواه عشرة من مغسلي السيارات عندنا (قد أكون منحازا في تقديري هذا إلى جمالها) وذلك مقابل مبلغ زهيد من المال، وهي تقوم بهذا العمل لأنها بحاجة لأن تصرف على نفسها فلم يعد والدها مسؤولا عنها، وقد ذهبت بها الحياة وحملت ثم لم يكن هناك من هو مسؤول ليصرف عليها وعلى صغيرها، فأصبحت تكد على نفسها لتعيش، فالبنت خارج المنزل والنظام في صف والدها فهو ليس مسؤولا عنها ولا عن ولدها الذي ينتمي لها من أب غير معروف، والعمل أيًا كان لا يعاب سواء للذكر أو الأنثى..

وبناتنا اليوم في الأسواق والمطاعم والفنادق والمولات والدكاكين الصغيرة والكبيرة، يطلبن الرزق ويعملن في معظم المحلات المتدنية الأجور وذلك ليس عيبًا بل هن يقمن بما يسترهن، وهو محل تقدير المجتمع ليوفرن بذلك حاجتهن ويملأن فراغهن ولا عيب في ذلك عندي وأحترم من لا يوافقني الرأي فبنات ١٨ سنة من هذا النوع يبحثن عن الرزق وهو أمر مشروع وأكيد. إن عملا كهذا يكون بطواعية أهلهن أو على الأقل بعلمهن.

أما المعيب لبنات ١٨ سنة فهو النوع الثاني من خرجن لسبب ولغير سبب يجتمعن في الاستراحات والمقاهي وتنتشر بينهن أسوأ عادة وهي التدخين بأنواعه، بالإضافة إلى تمردهن على أهاليهن خاصة من رباها وجعل منها إنسانًا ثم لسبب توجهي من أبيها يرى فيه مصلحتها تختلف معه وتتنكر له وتجعل من ذلك عنفًا عليها فتستجدي من يحاسب أباها.. أذكر هذا لأنني سمعت أن هناك بنتًا أرادت أن تذهب للاستراحة مع صديقاتها فرفض والدها ذلك فحرضها بعض صديقاتها على والدها وإنه من حقها أن تشتكي والدها وترفع ضده ما يشبه التعنيف.

فنحن في شرعنا نعرف أن الأب مسؤول عن ابنته تربية وتوجيهًا وإعانة وكسوة وغذاء ودواء (بكج كامل) فليس هناك أحد أحن من الأب، وليس هناك من هو يعرف مصلحة ابنته مثل الأب إلا إذا كان ذلك الأب غير سوي ويتعامل بعنف أو يعضلها عن الزواج.

وهنا أود أن أهمس في أذن كل بنت بأن مباهج وبريق بعض أنظمة الغرب والحرية ليس إلا وبالا على المرأة خاصة ما له علاقة بالروابط الاجتماعية، وعلى الأخص نظام حقوق الوالدين وحقوق الزوجين والأقارب وليس هناك أنظمة اجتماعية تفوق في تصورها وصلاحها في حياة الإنسان مثل النظام الاجتماعي في الإسلام الذي شرع منهجًا بميزان من ذهب قد قيست فيه الحقوق والواجبات من قبل من خلق النفس البشرية ويعلم كل احتياجاتها خلال عمر الإنسان ذكرًا وأنثى، فهل بعد هذا يصلح أن تفضل أي بنت أن تعيش خارج المنزل متنقلة بين صديقاتها وفي الاستراحات تكد على نفسها أو تعيش على صدقة المحسنين أو في عمل يرهق جسمها ويتعب نفسها يتصيد بعض ضعاف النفوس احتياجها ليذلها أو ان تعيش معززة مكرمة تحت سيادة والد يموت هو لتعيش هي وبين يديها كل الخير وليس مظهرًا خادعًا اسمه حرية وقول من يقول: هي حياتي وأنا حرة فيها!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store