Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

نجاح الحج ورصد المخالفات

A A
على مدار عقود من الزمن ومسيرة الحج تعقد ناصيتها في نجاحات متتالية حتى وصل عدد الحجاج في عهد ما قبل كورونا بالملايين، وأصبح لدى المملكة خبرة تراكمية في فن إدارة الحشود والإشراف الديني والأمني والصحي والغذائي والثقافي وكل الأمور التي يحتاجها الحج، ذلك إن الدولة -حفظها الله- تعتبر أن خدمة الحجاج والسهر على راحتهم من مهامها الرئيسية وهي منوطة بها.

من هنا توالت نجاحات الحج كل عام بفضل الله ثم بأداء الواجب، وما أن يأتي موسم الحج من كل عام إلا وتجد أن الدولة -حفظها الله- قد جندت كل امكانياتها له حتى مع الظروف الصعبة لانتشار فيروس كورونا كان القرار الحكيم بضرورة إقامة فريضة الحج وهو قرار اقتضى متابعة دقيقة من الجهات المسؤولة في الدولة بشكل عام ومن وزارة الحج والعمرة على وجه الخصوص، وقد تم الحج بحمد لله ولم تسجل أي حالة إصابة بفيروس كورونا بين الحجاج، وهذا بحد ذاته يسجل نجاحًا مثمرًا وكبيرًا للدولة أن تكون هناك أعداد كبيرة تلتقي في أماكن محددة وأزمنة محددة ثم يتم التحكم بعدم انتشار الفيروس فلله الحمد والمنة فهذا أكبر نجاح.

أما النجاحات المتتالية لحج هذا العام فهي الامساك الأمني بعدم السماح لأحد غير المسجلين للحج أن يتسلل إلى المشاعر، فكان الأمر محكمًا، وكذلك بقيام كل أجهزة الدولة كل فيما يخصه على التواجد في مكة المكرمة وعرفات ومنى ومزدلفة لأداء مهامها على الوجه المطلوب، ونجد ان مؤشرات القياس الأساسية لنجاح الحج هي 0% في كل من الإصابة بكورونا وحج غير نظامي وانتشار أوبئة والحوادث والوفاة، وفي المقابل أمنيًا وصحيًا كان المؤشر القياسي 100% ولله الحمد، ولم يبق إلا أن تؤدي المؤسسات والشركات واجبها فيما يخص خدمة الحجاج، وإن كان هناك بعض الملاحظات على تلك المؤسسات منها التفاوت في الأسعار وغلاء عروضها، وكلنا يعلم أن بيت الله يقصده للحج مسلمون متفاوتون في القدرة المالية، فالمفروض أن تكون هناك أسعار تنافسية ذات مستويات متباينة تخدم كل من ينشد الحج على قدر امكانياته، والملاحظة الأخرى فهي على بعض الخدمات التي تقدم مثل مستوى التكييف حيث كان الواجب أن يكون هناك صيانة على أجهزة التكييف قبل موسم الحج خصوصًا وأن الأجواء حارة هذه الأيام، وملاحظة أخرى وهي مستوى الخدمة الغذائية ونوعية الطعام الذي لم يكن على المستوى المطلوب ولا يتماشى مع أسعار الحملة، لذلك كان رصد وزارة الحج والعمرة دقيقًا لبعض تلك المؤسسات والشركات وسوف يتم محاسبتهم والمؤمل تلافي تكرار مثل ذلك في الأعوام القادمة باذن الله، ولاشك أن أي ملاحظات على الشركات والمؤسسات سيتم التعامل معها بكل حزم لان الحج والحجاج ضيوف الرحمن والدولة -حفظها الله- حريصة كل الحرص على راحتهم وتمكينهم من أداء الفريضة على أتم وجه، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على ما يقومون به نحو بيت الله من خدمة وتفان حتى أصبح تنظيم حشود الحج بالملايين مضرب المثل في العالم على مستوى الدراسات البحثية والأمنية، وتقبل الله من حجاج بيت الله الحرام هذا العام حجهم وشكر سعيهم ونبارك عودتهم الى أهليهم بصحة وعافية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store