Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الصيني المُختطف وتركستان الشرقية!!

A A
انشغلت الصين في الآونة الأخيرة بحادثة عثور أب صيني على ابنه الذي اُخْتُطِفَ منذ أربع وعشرين سنة على أيدي عصابات تُتاجِر بالبشر، وكان عُمْر ابنه آنذاك سنتين، وبعد العثور عليه حصلت موجة تعاطف هائلة معهما، وأقول «هائلة» لأنّ عدد سُكّان الصين هو مليار ونصف نسمة، ولو افترضنا أنّ النصف مليار لم يعلموا بالحادثة فيكفي تعاطف المليار لتكون موجة هائلة بحقّ وحقيق!.

أنا أيضاً تعاطفْتُ معهما، بل ومع الصين كلّها، من باب واجبي كإنسان يتعاطف مع أخيه الإنسان، حتّى لو لم يكن على دينه، فيقف معه في الضرّاء والسرّاء، بلا مِنّة ولا رياء!.

وكذلك كلّ العالم الإسلامي تعاطف مع الصين، أنا على يقينٍ من ذلك، فليس هناك مسلم حقيقي يرضى بجريمة اختطاف إنسان من بيته وهو طفل ليحرمه من حنان وتربية وبرّ والديْه لأكثر من عقديْن من الزمان!.

ولذلك أتمنّى من الصين أن تردّ جميل تعاطف أكثر من مليار و٦٠٠ مليون مسلم معها، بِرَدِّ تركستان الشرقية المسلمة إلى حظيرة الإسلام، بعد أن اختطفتها ليس منذ عقديْن ونَيِّف بل منذ عشرات العقود، واختطفت ما فيها من أناسيّ ممّن يطالبون بوطنهم المخطوف، وسجنتهم في معتقلات تُشبه المعتقلات النازية في زمن هتلر، وأعدمت ثُلّة منهم، واختطفت مساجدها وحوّلت كثيراً منها لاسطبلات أنعام، واختطفت تراثها الإسلامي بمنع تداول القرآن الكريم وكتب السُنّة النبوية فيها، واختطفت مناسكها بمنع الصيام والحجّ، واختطفت إناثها وزوّجتهم بالإكراه من صينيين ليسوا بمسلمين بل بوذيين ومُلْحِدين، واختطفت أطفالها من عوائلهم المسلمة ووضعتهم تحت وصاية عوائل صينية لينسوا أنّهم مسلمين، ضمن جريمة اختطاف كُبْرى ليس لها مثيل في التاريخ البشري!.

وحتّى أمريكا التي تتشدّق بحقوق الإنسان تعاطفت مع الأب الصيني وابنه وكذلك روسيا وفرنسا وبريطانيا وهيئة الأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظّمات الحريّة والعدالة والحقوق، والمطلوب منهم وهم الأطراف المؤثِّرة عالمياً هو تعاطف مماثل وفعّال لإعادة تركستان الشرقية المُختطفة، فهي أولى بالتعاطف!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store