Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

أسوأ ما قيل هذا الأسبوع!!

A A
أقوالٌ سيئةٌ كثيرةٌ قيلت هذا الأسبوع حول العالم، وهي درجات مثلما هي الأقوال الحسنة، لكنّ أسوأها هو ما قاله ذلك الرجل في مدينة كربلاء العراقية حين وقف وسط الطريق وبين جموع المُشاة الغادين والرائحين، وصاح بأعلى صوته الذي لو صدح به مواويلَ عراقية لناظم الغزالي أو كاظم الساهر بدلاً ممّا قاله لكان أفضل!. فماذا قال؟ لقد قال بالحرف الواحد: «ذُبْ كمّامتك وادعي الحُسين، وخلّينا نشوف الوباء يضبّك منين، يشفي العليل»!.

وترجمة قوله المنحدر للدرك الأسفل من السوء هو: أن ألقوا يا ناس كمّاماتكم الطبّية على الأرض، وادعوا الحُسين «يقصد الحُسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه»، فلن يُصيبكم وباء كورونا إذا دعوتموه، إنّه يشفي المريض!.

وهذه إشارة ليس هناك أوضح منها عن الجهل الخطير الذي حدق بكثيرٍ من القوم في أرض الرافديْن، وجعلهم يعتقدون ما لا يصحّ عن أهل بيت النبوّة الذين هم بشر ممّن خلق الله، ولم ينفعوا ولم يضرّوا أحداً في حياتهم، ولن ينفعوه ولن يضرّوه بعد مماتهم، فالنافع والضارّ هو الله وحده، بل أنّ ارتداء الكمّامة الطبية كسبب للوقاية قد ينفع كثيراً، ولا يضرّ إن لم ينفع، لأنّ الكمّامة اختراع أنعم الله به على الإنسان، ولولا الله ثمّ هي لربّما ازدادت حالات الوباء!.

والأسوأ من قول الرجل هو اتّباع النّاس له اتّباعاً أعمى بلا بصر ولا بصيرة، فألقوا كمّاماتهم على الأرض حتّى صارت رُكاماً بلونها السماوي المعروف، وهكذا صار الجهل عدوى مرضية أشدّ انتقالاً من شخص لآخر من وباء كورونا نفسه وأخطر منه، وهذا ما يريده مُلالي إيران من أهل العراق، العرب الأقحاح، أن يقبعوا في جهل مُطبق، وفقر مُدقع، ووطن مُدمّر، وفساد مُستشرٍ، وذكرى دائمة وتسييس لمظلومية مزعومة لأهل بيت النبوّة وتقديس لهم ما أنزل الله به من سلطان، بل وأقحموهم الآن في الوقاية من وباء كورونا وعلاجه، بينما المُلالي يفعلون العكس فيتمسّكون بالكمّامات، ويتلقّون اللقاح، فهل من فِكْر رشيد يطغى على هذا الجهل العنيد، فاللهم رُدّ العراق وأهله الطيّبين لجادة الحقّ والصواب!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store