Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

من طرز كفن العروس؟!

لكن بالعقل عرفناه

A A
كان يفترض أن تكون عروس الباحة كأي عروس لم يمض على زواجها أسبوع، تقضي شهر العسل بأحد المنتجعات السياحية، لكن بدلاً من ذلك، ووفق بيان متحدث شرطة مكة المكرمة، كانت هناك واقعة مناقضة تحكي؛ (قيام شخص بإنزال امرأة من سيارته وضربها بحجر ثم دهسها بالسيارة، واتضحت وفاتها وهروب الجاني.. وأشارت إجراءات الاستدلال الأولية إلى أنه زوجها)!

لن أتطرق بالنقد ولا بالتحليل للقصص التي واكبت هذه الجريمة لأنني باختصار لست معنياً بذلك وكلي ثقة بالأجهزة الأمنية والقضائية، إلا أنني سأحاول نبش أدوار بعض المتورطين -دون عمد- بوقوع مثل هذه الجرائم ومعرفة (من طرز كفن العروس؟!).

حين يكبر الشاب ويتعب أهله بتربيته خاصة إذا ما كان مدمناً أو يصاحب شلة فاسدة فإن أول ما يفكرون به: البحث عن فتاة يرتبط بها عملاً بفكرة (زوجوه يعقل)، والحقيقة أنهم بهذا الفعل، كمن يُجوع حيوانا مفترسا ثم يدخل معه غزالة بنفس (القفص الذهبي)!

حين يتقدم شخص غريب عن العائلة بخطبة ابنتهم، فإنهم يحرصون على السؤال عنه، وللأسف قد يتسبب بعض المتملقين دون عمد بإخفاء معلومة سلبية عنه، وذاك أشبه ما يكون بالمحلل الاقتصادي الذين يشير عليك بشراء سهم رخيص أحمر فتقع بفخ القيمة وتفقد أغلى ما تملك!

حين يعتزم شاب وفتاة الإقبال على الزواج، يطلب منهم عمل فحص لمعرفة احتمالية الإصابة ببعض أمراض الدم الوراثية، فيما لا يتم فحص مدى الإدمان أو الأمراض النفسية، وهذا أشبه بفحص كماليات مركبة من ريموت وديكور دون النظر لمدى متانة الماتور!

حين تتعرض بعض الزوجات لعنف أسري وتتصل بدار الحماية على 1919 تصدم أحياناً برد الموظف غير المؤهل بأنهم غير مختصين، وحين تبحث بمواقع التواصل عمن يسدي لها النصح تتلقفها بعض (الناشطات) التي يتسببن بطيشهن في تفاقم مشكلاتها الأسرية!

نحن على يقين بأن يد العدالة ستقتص من الجاني الحقيقي لتشفي غليل ذوي العروس المغدورة، ولكن السؤال العريض الذي يظل قائماً؛ بعد أن فجعنا بالأمس بجريمة أخرى مشابهة، من يشفي غليلنا نحن أفراد المجتمع ويقتص لنا ويحمينا من بقية المتورطين الذين يسهمون بآرائهم في (تطريز كفن العروس)؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store